13 سبتمبر 2025

تسجيل

كل عام ونحن مسلمون

16 يناير 2015

صادف أن ذهبنا للتسوق في الأمس، فبدأت أقلب النظر وأنا أتنقل من مجمع لآخر ومن محل لآخر وأنا في غاية الدهشة، كيف غدت ملامحنا واحتفالاتنا واهتماماتنا بصورة باهتة لا تحمل أياً من ألوان هويتنا العربية أو الإسلامية، وحين تدخل لأحد المحلات التجارية تجده يبارك لك برأس السنة الميلادية وتتلفت لتجد حولك أشجار الميلاد، كما يحلو لهم تسميتها بكل مكان، والأجراس معلقة هنا وهناك، وكأننا في مكان لا يمت لنا بصلة، وبين أناس لا ينتمون لديننا ولا لهويتنا ولا لبيئتنا.لقد تعلمنا وكبرنا على احترام الآخر، وعلى تقبل الآخر، وعلى التعاطي باحترام مع من يحمل صفة الإنسانية بغض النظر عن عرقه وجنسه ولونه وبلده، فديننا الحنيف يحث على التعايش والتعامل بالضوابط الشرعية ووفقاً لماهو متعارف عليه من قوانين ومبادئ سامية، تحفظ لكل إنسان حقوقه وحدوده، ولكن فوق هذا كله يبقى الأمر المهم جداً لحفظ الهوية الأصلية والدين الإسلامي والقيم الشرعية التي ترسم ملامحنا.لذا كان من غير المقبول أبداً الانصهار بالآخر، وذوبان الحدود الرئيسية العريضة بين الطرفين، وإلا فسوف يعد ذلك خروجاً عن الحد الصحيح، ومخالفة لما هو جائز، والتعدي على الشخصية الأصلية لنا.إن من الغريب أن نرى المسلمين يسارعون لشراء الديك الرومي من أجل إعداد مائدة عيد الشكر ورأس السنة الميلادية، ويتسابقون فيما بينهم لشراء أشجار الميلاد والتنافس في تزيينها، وقبعات البابا نويل، وثياب الكريسماس وشخصيات أعياد النصارى، وكأن الأمر يعنيهم، وكأنهم من ديانة أخرى.دعوة من قلب صادق آلمه ما رآه..أن نقف مع أنفسنا بصدق وإخلاص، ونعيد النظر في مدى إسلامنا ومدى معرفة أولوياتنا وتحديد ما هو في مصلحتنا وما هو مدمر لن ولأبنائنا.. وكل عام ونحن مسلمون.