16 سبتمبر 2025

تسجيل

هل هي تجارة أم استغلال؟

16 يناير 2013

تحظى التجارة في قطر بانتعاش وازدهار كبيرين، نظراً للانتعاش الذي تعيشه الدولة على كافة الأصعدة، والذي جعلها بدوره في حركة دائمة ومستمرة، بسبب الاقبال الكبير على العمل الاقتصادي، وإقبال العالم على قطر كونها فرصة دسمة للاستثمار، فها هي عجلة المشاريع لا تهدأ ولا تستقر، حتى بدأنا نعتاد على تطاول العمران، وكثافة العمالة في كل مكان، وكثرة الأجانب، والشاحنات، وارتفاع أسعار العقارات، والسلع، كل هذا هو ضريبة للنجاح والتطور الذي تتطلع له الدولة، ونأمل أن لا يؤثر على الهوية الوطنية والثقافة المحلية، من خلال هذا الاستيراد البشري الكبير، وطبعاً الأمل لا يكفي وحده إذ أن لنا دوراً كبيراً في المساهمة بالحفاظ عليها، أفراداً كنا أو مؤسسات مدنية، فيجب على الجميع عدم الاستهانة بكلمة (التغريب) بحيث لا يأتي علينا يوم لا نعرف مجتمعنا.هذه كانت البداية لمدخل موضوعي.. إن وسائل ترويج العمل التجاري معروفة، ومنها تحديد الأهداف والجمهور المستهدف، والمزيج الترويجي، وتحديد آلية العمل والخطة المتبعة لتحقيق الأهداف، وطبعاً لكل تاجر أسلوبه وأفكاره وطرقه في الترويج، ولا عيب في أي سلوب طالما أنه لا يتعارض مع القيم الدينية والأخلاقية والمجتمعية والقانونية، ولكن يستخدم البعض أساليب غريبة ومزعجة جداً، في البداية نتقبلها لأننا (مهذبون) ولكن مع الإزعاج المتكرر، نخرج عن دائرة التهذيب لنكون وقحين كوقاحة البعض من التجار والعاملين معهم.. كما تعرفون تنتشر اليوم مراكز التجميل والأندية الرياضية والصحية (الاسبا)، والموضة في الاسلوب الذي تتبعه بعض الأندية الصحية تحديداً مزعج جداً، حيث يقومون بنوع من الاستغلال المبطن بظاهر جميل وأسلوب مغر، يبدأون بإرسال رسائل إعلانية على الهاتف النقال (لقد حصلتِ على عرض مميز لاستعمال جميع الأجهزة من خلال جلسة واحدة وموعدكِ اليوم) طبعاً يجد البعض من النساء هذه فرصة جيدة للتجريب، ولكن بمجرد أن تصل إليهم وتدخل في أجوائهم الترويجية، حتى تجد نفسها أفرغت مفكرتها الرقمية بإعطائهم أرقام صديقاتها وقريباتها وزميلاتها، لماذا؟! لأنهم يخبرونها أنهم سيقدمون لهم جلسات مجانية كهدية من قبلها لهم، ومن هنا تبدأ نفس الحكاية بنفس الطريقة، وطبعاً، بعد أن يحصلون على الأرقام والأسماء، (تلح على الزبونة) لتشتري ما تريده ومالا تريده وكثيرات يدفعن دون اقتناع بسبب الشعور بالحرج، وما إلى ذلك، وهناك بعض الأندية ترسل رسائل جماعية للعروض، وفجأة يصلك اتصال منهم لتأكيد الموعد، وعندما تخبرهم أنك لم تفعل، يصرّون أنك فعلت هذا سابقاً وأخذت الموعد رغم أنك لأول مرة تسمع بهم، والسؤال الآن بأي حق يحصلون على أرقام الهواتف الخاصة وخصوصاً للسيدات؟! وبأي حق يزعجونك برسائلهم الإعلانية (هم وغيرهم)؟! هل استدراج العملاء بهذه الأساليب مشروع؟! وإذا كان مشروعا، لماذا نسمح لهم بأن نكون (في وضع استغلال)؟! قبل أن أغلق نافذة هذا الصباح..مازالت كلمة لأحد الاخوان المقيمين الباحثين عن الثروة في قطر في ذاكرتي (في كل بحصة في قطر مصاري)، صحيح هذا والكثير يستغلون قدراتهم في الجذب والترويج لأعمالهم ومشاريعهم وأفكارهم سواء بذمة أو بدون ذمة، ويبقى لك أخي المواطن القرار باختيار أن تكون مستغلاً أو لا، لأنك الشريك لهم الذي يمنحهم الاسم للعمل التجاري، كن على حذر واعرف جيداً ما لك وما عليك، وقدّر بوعي الأهداف هل هي تخدمك وتخدم بلدك أم لا، لا تسمح للطمع التجاري أن يلغي شعور الوطنية فيك، ولا أن تكون سلماً لمن لا يستحق.