مجاعة في قطاع غزة وإنذار أممي

مع دخول العدوان الإسرائيلي على قطاع غزه يومه السبعين، وفي ظل تقاعس المجتمع الدولي وخصوصا مجلس الأمن في الاضطلاع بمسؤولياته في وقف الحرب، التي خلفت حتى الآن أكثر من 18800 قتيل، معظمهم من النساء والأطفال، بدأ الجوع يتفشى في القطاع المحاصر، الأمر الذي جعل الأمم المتحدة تقرع أجراس الإنذار بقوة بعد أن دفع الجوع واليأس والذعر سكان قطاع غزة إلى الاستيلاء على المساعدات الإنسانية. لقد جاءت تحذيرات وشكاوى الأمم المتحدة على لسان المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، من الأعمال العدائية وصعوبة بيئة العمل والقيود المفروضة على حركة دخول وانسياب المساعدات الضرورية، الامر الذي انعكس على محدودية عمليات توزيع للمساعدات واقتصارها على منطقة رفح قرب الحدود مع مصر حيث يعيش فيها حاليا ما يقرب من نصف سكان غزة، بينما توقف توزيع المساعدات إلى حد كبير في بقية أنحاء قطاع غزة. ومع استشعارها لخطورة الأوضاع الانسانية الكارثية في غزة، تواصل دولة قطر العمل على كل الجبهات والمسارات ومع كل الاطراف ذات الصلة، وهي تسابق الزمن لمعالجة الوضع المتفاقم في غزة. وفي هذا السياق جاءت اجتماعات سعادة السيدة لولوة بنت راشد الخاطر وزير الدولة للتعاون الدولي بوزارة الخارجية في جنيف مع المفوض العام لوكالة الأونروا، ومع مارتن غريفيث، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، حيث ناقشت سعادتها مع المسؤولين الأمميين أهمية تشكيل فريق دولي لتنسيق إيصال المساعدات الإنسانية إلى مناطق القطاع كافة دون عوائق. إن دولة قطر، التي تقف بقوة إلى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق، لن تدخر أي جهد في سبيل تحقيق وقف إطلاق النار، وضمان توفير وصول كافة المساعدات الإنسانية والإغاثية وتلبية الاحتياجات الأساسية للشعب الفلسطيني.