11 سبتمبر 2025

تسجيل

تربية المشاعر الوطنية

15 ديسمبر 2015

تغلب علينا هذه الأيام فرحة لا تصفها الكلمات، فهي تلك التي تغني للوطن بكلمات وطنية صادقة يُجيدها كل من يدرك ما تعنيه كلمة (وطن)، ولا يسعنا حين يكون الحديث عن بقعة الانتماء، ومنزل السلام إلا أن نتنازل عن كل شيء سواها (رغبة التعبير) عن كل ما نكنه لهذا الوطن الغالي، الذي يستحق منا الوصول به من خلال تلك الرغبة إلى (مرحلة التنفيذ)، التي ومن المقدر لوضعها بأن يتغير بالكامل بمجرد أن نصل إليه وذلك؛ لخروجه من الحيز النظري ودخوله ضيفاً على الحيز العملي، الذي سيطالبنا بالتفكير ملياً بتلك الرغبة، أي تلك التي يجدر بنا التركيز عليها جيداً؛ كي تكون سليمة وقادرة على التعبير عما نريد كما نريد، وبما أننا وكما ذكرت آنفاً نتحدث عن الوطن فلاشك أن ذاك التعبير سيدور حول مشاعرنا الوطنية، التي تحتاج للكثير قبل أن تكون، وهو ما سنخوض رحابه في هذا اليوم على أمل أن نستقبل اليوم الوطني بمشاعر تستحق أن تكون؛ كي تُعبر وبشكل صحيح عن حقيقة ارتباطنا بهذا اليوم، وعليه إليكم التالي: إن التعبير عن مشاعرنا الوطنية لا يحتاج (فقط) لأحلام وخطط فاقعة تظهر في يوم واحد، ما أن تنتهي ساعاته حتى ينتهي كل شيء؛ لنفكر من بعد ذلك بخطط نعتمدها ونسعى إلى تنفيذها ببذل كل ما نمتلكه من طاقات؛ في سبيل إعادة التجربة، التي نحرص وبكل جد على أن تكون؛ كي تلمع وتسطع في ذات اليوم ولكن من العام اللاحق، ولكنه ما يحتاج إلى كشف هويته، وتعريف صغارنا بماهيته؛ كي تُدرَك الصورة كاملة وتظهر تفاصيلها مُجردة من تلك الضبابية، التي تجعلهم يرون ما يمكن ظهوره ويغفلون ما هو أعظم وأجمل ولكن تحتجزه تلك الضبابية، التي تُخفي الكثير من خلفها، مما يمكن كشفه إن وُجد من يريد تجاوز حدودها، وحين نقول (حدودها) فنحن نتحدث عن أبعاد ذاك الاحتفال الذي يضمه اليوم الوطني، وكل ما ستعظم قيمته متى بدأ الغرس وبشكلٍ سليم، وهو ما يمكن أن يكون حين نُربي صغارنا تربية وطنية تعتمد على تربية مشاعرهم الوطنية، التي ستحركهم كل الوقت وليس في فترة (ما) تجرها بعض الحروف مثل (من وإلى)، ولفترات طويلة تستحق منا إشعال تلك المشاعر الوطنية، التي ستُحَمِل صاحبها على حب وطنه كما يجب؛ كي يعطي كما يجب أيضاً، وهو ما يبدأ من البيت كمحيط داخلي؛ ليمتد أكثر بعد أن يتأثر بالمحيط الخارجي، الذي تلعب فيه المدرسة دوراً كبيراً لا يمكننا إغفاله، وإغفال ما قد وصلنا إليه بفضله ذاك الدور، ومن الضروري أن يتكرر الأمر ذاته مع هذا الجيل، الذي يستحق الأفضل؛ كي يبذل قصارى جهده فنعيش في وطن أجمل.(نعم) تُسعدنا الاستعدادات التي تسبق احتفالنا باليوم الوطني، ولكن ما سيُسعدنا أكثر هو أن نعيش تفاصيل ذاك الاستعداد بكل ما يشمله من حماس ‏طيلة الوقت، وكأن كل يوم نعيشه كيوم وطني يستحق منا التباهي بكل إنجاز نتقدم به (أياً كان نوعه وحجمه)، وهو ما يحتاج منا تمريقه لصغارنا؛ كي يفهموا قيمة ما نفعله، فيدرك كل واحد منهم معنى العطاء وقيمته العالية التي تزيد كلما كان التوجه خالصاً للوطن، فإن تحقق لنا ذلك إن شاء الله (حتى وإن كان على المدى البعيد) فلاشك أننا سنمد المستقبل بجيل سنتوقع منه الكثير مما سيفوق حدود توقعاتنا بل وسيتفوق عليها، والفضل كله من بعد الله لتربية المشاعر الوطنية وبكل وطنية تجعلنا نعطي باسم الوطن وله كل الوقت ودون أن نتوقف أبداً، فهو المُراد الذي يحتاج منا الخروج في أثره، والأمل بأن نكون قد وُفقنا في ذلك. وأخيراً،،،،،عادة ما ترتبط الأسماء بالسمات وحين تفعل فإنها تعلق في الذاكرة؛ لذا وحين نذكر التفوق الذي بلغ حد الإبداع يهرع إلى رأسي اسمكِ يا قطر، وعليه لن أختم بشيء سواها هذه الكلمات: كل عام وأنتِ قطر يا قطر.