14 سبتمبر 2025

تسجيل

نظرةٌ في تعريف مفهوم اليوم الوطني للوطن

15 ديسمبر 2014

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); رُوي عن رسول الله محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال عن وطنه (مكة): "ما أطيبَكِ من بلدٍ، وأحبّكِ إلىّ! ولولا أنَّ قومكِ أخرجوني منكِ ما سكنتُ غيركِ " أو كما قال سيد الخلق. يتبين من ذلك أن حب الوطن فطرة إنسانية جبل الله الناس جميعاً عليها منذ بدء الخليقة، بل إنه قيلَ إنَّ من علاماتِ رجاحةِ العقل أنْ تكون النفس لبلدها تواقة وإلى مسقط رأسها مشتاقة. أحد الشعراء يصف حبه لوطنه رغم انعدام مقومات الحياة فيه قائلاً:كُنا أَلِفْناها ولم تكُ مأْلفاً وقد يُؤْلفُ الشيءُ الذي ليس بالحسنْ كما تُؤْلفُ الأرضُ التي لم يَطِبْ بها هواءٌ ولا ماءٌ لكنها وطنْ بعد بضعة أيام نعانق من جديد ذكرى الثامن عشر من (ديسمبر) وتعانقنا مجدداً كدأبها كل عام، معلنةً قدوم اليوم الوطني لوطننا العزيز. لا بأسَ، بل ومن المهم، أن يُظهر الشعب فرحته (الاستثنائية) بوطنه بعفوية "و هو في الغالب، المعيار الذي يدلل على صدق التوجه الشعبي" في "اليوم الوطني" للدولة في فضاءاتٍ رحبةٍ من التلاحم بين أفراده من خلال أشكال تعبيرية متعددة ومتنوعة، بَيْدَ أن الأهم هو أن تحمل تلك الأشكال مضامين هادفة، غايتها تأكيد وتكريس الولاء للوطن. لأن الوطن فوق الجميع وهو وطن للجميع. سواء أكان ذلك التعبير على المستوى الفردي أو في إطار التفكير الجمعي من خلال الفعاليات والاحتفالات الشعبية التي عادةً ما نشهدها، فإن كلا المستويين يجب أن يراعيا أن الوطن حالة (مستدامة) أي يُفترض أن تتميز بالديمومة والاستمرارية؛ بمعنى أن يومه هو كل يوم، وليس فقط هو يوم واحد تندلع فيه الفرحة وينفعل فيه الشعب ويتفاعل مع مجريات ذلك اليوم، ثم ينتهي كل شيء بعد ذلك بنهاية اليوم.(اليوم الوطني) ما من شك في أنه مناسبة سنوية قيِّمة (و يمكن أن تكون رمزية في الحد الأدنى) لتذكير الشعب ولاسيَّما الأجيال الجديدة والأطفال تحديداً بما بذله الآباء المؤسسون للدولة عبر القرون وعلى رأسهم المؤسس الرائد (الشيخ قاسم بن محمد آل ثاني) من جهود مضنية وتضحيات جِسام في ظروف اقتصادية شحيحة وبيئة إقليمية صعبة المراس، للحفاظ على أمن وسلامة ووحدة واستقرار البلاد. من الإنصاف القول إن ما يحظى به الشعب القطري اليوم في مناحي الحياة كافةً، هو مدينٌ به لأولئك الأوائل المؤسسين عليهم رحمة الله. عليهِ؛ نرى أن فرحة الشعب بوطنه ينبغي أن تكون حالة ذهنية لحظية أو هذا ما يُفترض، وبالتالي لا ينبغي أن تتقيد فرحة الشعب بوطنه بالضرورة فحسب بالمناسبات ولاسيَّما بمناسبة (اليوم الوطني) وإن كان هذا اليوم يعدُّ الاحتفاء والاحتفال به فريضة وطنية من منطلق أن "حب الوطن من الإيمان" ولأن هذا اليوم يرمز إلى تأكيد وتكريس الولاء للوطن أولاً وأخيراً.ما جرت به العادة في كل الدول أن تحتفل كل دولة بيومها الوطني في تاريخ محدد من كل سنة ودولتنا الصاعدة عالمياًّ (قطر) ليست استثناءً من هذه القاعدة الدولية. في واقع الأمر، (الوطن) كلمة حيادية؛ بمعنى أن الشعب بكل تباينات مستوياتهم هم – بنسب متفاوتة- من يجعلون منه وطناً متقدماً أو غير متقدم، متحضراً أو غير متحضر. على سبيل المثال، عندما يحرص إنسان الوطن أو المواطن على أن تكون جودة إنتاجيته في عمله العام أو الخاص هي المعيار الأساس الذي يقيس به ولاءَهُ لوطنه خارج كل الاعتبارات؛ هنا تتم ترجمة الفرحة بالوطن من لغتها النظرية إلى التطبيق العملي. في الوطن الكل المواطن والمقيم له دور وأهمية ومكانة. بطبيعة الأحوال يختلف دور وأهمية ومكانة الشخص حسب طبيعة الدور. إن ثمة صفحاتٍ مطويةً من تاريخ الدولة منذ نشأتها زاخرة ببطولات القطريين تبعث على الفخر والاعتزاز في حروبهم دفاعاً عن بلدنا العزيز ليست للأسف متوافرةً لدى الجيل الجديد ولاسيَّما تلاميذ المدارس بدعوى عدم إثارة النعرات التاريخية. قد يكون هذا المنحى صائباً إلى حد ما وإن كان قد أصبح في ذمة التاريخ غير أننا نرى أن حجب التاريخ الناصع للقطريين الأوائل عن الأطفال والتلاميذ والناشئة يحرمهم من الإطلاع على حقبة أسست لِما ينعمون به الآن.يمكن أن يتم تقديم الأحداث التاريخية القطرية بشكل حيادي والتأكيد على أنها شيءٌ من الماضي العريق لكي لا ينتج عنها أي حساسية من أي طرف خارجي وأن دولة قطر في حاضرها وفي مستقبلها تضع يدها في يد جيرانها لإبقاء الخليج العربي واحة أمن وأمان وازدهار واستقرار. لا شك في أن اطلاع الأجيال الحالية والمقبلة على تاريخ وطنهم التليد سيساعدهم على استلهام مزيد من الثقة المتجددة للبناء والإنجاز خاصةً أن دولة قطر قد أضحت دولة متقدمة حسب معايير(الأمم المتحدة) المتعلقة بالإنتاج الإجمالي المحلي المرتفع نتيجة تصدير السلع الاستراتيجية كالنفط والغاز والحديد الصلب والبتروكيماويات والصناعات الأخرى المرتبطة بالنفط والغاز إضافةً إلى الصناعات المستقلة كالإسمنت ومواد البناء الأخرى وغيرها. هنيئاً لقطر وللقطريين بما تحقق لبلدهم ولهم من إنجازات عالمية على مختلف الأصعدة وكل عام وأنتم وبلدكم في صعود نحو قمم أخرى جديدة.