13 سبتمبر 2025

تسجيل

ما بين غزة وأفغانستان

15 نوفمبر 2023

في الأسبوع الأول من الحرب الغاشمة على أشقائنا في غزة، كشف خبير دولي أمريكي اسمه مارك غارلاسكو عن أن المتفجرات التي ألقاها جيش الاحتلال الإسرائيلي على غزة، خلال أقل من أسبوع، توازي ما ألقته الولايات المتحدة الأمريكية على أفغانستان خلال عام، فما بالك واليوم قاربت هذه الحرب اللعينة أسبوعها الخامس، وليعلم الجميع ومن يقول إن أبطال غزة بدأوا هذه الحرب، ظهر جلياً بأن مخطط طرد الفلسطينيين من غزة والضفة كان وشيكاً وبمساندة أمريكا والغرب وما فعله أبطال غزة هو دفاع عن ارضهم وشرفهم واكتشافهم لهذا المخطط الدولي، وكان طوفان القدس هو الضربة العاجلة والاستباقية لتخويف إسرائيل والمتحالفين معها بأن هناك أبطالا على هذه الأرض وعازمون على عدم تكرار ما فعلوه بأجدادهم، وأهل غزة 90 % منهم أصلا هم اهل شمال فلسطين المحتلة ونزحوا في ملاجئ في غزة ومنهم من لجأ الى الضفة الغربية وليس عندهم ما يخسرونه إما الموت والشهادة بعزة وكرامة في ما تبقى لهم من ارض او النصر الذي سيكون حليفهم وأظهروا لنا هؤلاء الأبطال ضعف الآلة العسكرية الإسرائيلية وبتحالف وتكالب أمريكا والغرب معهم لحفظ ماء وجه وليدهم الصهاينة الذين طردوهم من أرضهم قبل عشرات السنوات، وما كان تحالفهم هذا ودعمهم لإسرائيل إلا خوفهم من أن يعود الصهاينة إلى أوروبا وأمريكا مرة أخرى عندما ينتصر عليهم ويطردهم العرب من ارضهم. الأمة العربية في سبات عميق ثبت بما لا يدع مجالا للشك بأن الأمة العربية تقف مكبلة الأيدي ومسلوبة الإرادة في اتخاذ القرار أمام ما يحدث لإخوانهم المسلمين في ارض فلسطين ارض الأقصى المباركة التي وصفها الله لنا في كتابه بأنها الأرض التي بارك فيها من حولها للعالمين، وأبطال غزة يؤمنون بأن الله يبشرهم بالنصر إذا عزموا على تحقيقه وفي عقيدتهم البشرى التي بشرها لهم الله، لذلك لم ينتظروا أي دعم أو عون من إخوانهم العرب وقاموا بالمهمة بأنفسهم وبإمكانياتهم التي أرهبت العالم وبأقدامهم وبسالتهم التي نالت إعجاب العدو قبل الصديق، وسمعنا في الأخبار أن بعض الشعوب غير المسلمة أصابها الذهول وبدأت في قراءة القرآن والتعرف على ديننا بسبب بسالة أبطال غزة وصبر أهلها على ما يحدث لهم من عدوان غاشم، ورغم الخذلان العربي هناك إرهاصات وبعض الإشارات التي تأتينا من شعوب وحكومات دول أخرى ووقوفهم ضد العدوان وأحرجوا حكامنا العرب المقيدين والمتخاذلين في مواقفهم، ولكن بأيدي هؤلاء الأبطال ستكون البشرى والنصر للأمة التي خذلتهم. كسرة أخيرة دامت حرب السوفييت وأفغانستان عشر سنوات، كان هدفها هو دعم السوفييت للحكومة الأفغانية التي كانت تعاني وقتها من هجمات الثوار المعارضين لها باعتبارها حكومية شيوعية فقامت كل من أمريكا والصين وباكستان وإيران وبعض الدول العربية بدعم المجاهدين الأفغان وأعلنوا الجهاد في كل بلدان المسلمين وبإيعاز ودعم من أمريكا وكأن أمريكا أصبحت وقتها شيخة المجاهدين وكل ذلك لدحر السوفييت من أرض أفغانستان، وفي عام 1980م تبنى وزراء خارجية 34 دولة في منظمة التعاون الإسلامي قرارًا يطالب «بالانسحاب الفوري والعاجل وغير المشروط للقوات السوفييتية» من أفغانستان، أين نحن الآن مما يحدث في غزة ولأهل فلطسين، أليست فلسطين دولة عربية إسلامية واجب الوقوف معها ونصرتها، أين النداءات والاستنفارات التي كانت تنادي بها حكومات الدول الإسلامية وقت غزو السوفييت لأفغانستان باعتبارها دولة إسلامية، أم أن شيخة المجاهدين أمريكا لها رأي آخر، متى سيصحو العرب والمسلمون من غفوتهم لنصرة إخوانهم في فلسطين؟. الخبيرة التربوية والكاتبة الصحفية