12 سبتمبر 2025
تسجيللا تكفي كل الكلمات والحروف الأبجدية لكل لغات العالم لوصف الجرائم التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي وما يكابده الفلسطينيون من وحشية وقتل، وتجويع وتعطيش بهدف التهجير القسري. أضف لذلك التصعيد المستمر لآلة القتل التي تطول الجميع، وبات الجميع يقول لا مكان آمنا في غزة. الحرب التي تبث فظائعها على الهواء مباشرة، ليشاهد العالم أجمع، مشاهد الموت والدمار، باستخدام كل أنواع الأسلحة، التي يستخدمها العدو الإسرائيلي للإبادة الجماعية، التي يقودها جنود الاحتلال الإسرائيلي ضد أطفال وشيوخ ونساء، حرب على الأطفال والمستشفيات والمدارس. ولكن ماذا عن الشهادات غير المصورة للنازحين؟ ولا ننسى هنا أن نلفت النظر إلى حالة الصمت المطبق، والمتعمد من الدول التي اتفقت ضد غزة، الدول التي رفضت اتخاذ قرار جاد ضد الحرب نبرأ إلى الله منهم، والمنظمات الدولية التي وقفت مع العدوان على الفلسطينيين الأبرياء، وبررت لهم قتل الأطفال، واستمرار جرائم الاحتلال التي تفوق الوصف من قطع الكهرباء عن المستشفيات واستهداف لكل من هو داخل المستشفيات، صارت المستشفيات ساحة حرب مفتوحة، مستشفى الشفاء ومستشفى الرنتيسي وغيرهما محاصر، وحتى في محيطها لا يجدون من ينقذهم، العشرات من الجرحى. حرب المستشفيات المستمرة الى اليوم، التي تدمر المنظومة الصحية في غزة. وأمام كل هذه الانتهاكات الإنسانية، وتدمير المستشفيات ليقتل الجيش الإسرائيلي حتى الأطفال الخدج، والمرضى يموتون ببطء. جثامين في داخل المستشفيات حتى يمنع من دفنهم داخل المستشفى! مما ينذر ويتسبب بانتشار الأوبئة والأمراض. بالفعل إنها جريمة يندى لها جبين الإنسانية. أضحت غزة ساحة موت، ما بين عالقين ومحاصرين، لا طعام يصل لهم ولا شراب، ولا أي نوع من الإمدادات، وبين شهداء قصفت بيوتهم على رؤوسهم، في غارات مكثفة، ودون تحذير. في نفس الوقت يرفض الكثير من الفلسطينيين النزوح والخروج والتهجير القسري من غزة. أوضاع مأساوية بمعنى الكلمة، وحرب شديدة الضراوة ضد الفلسطينيين العزل، وتفاقم الأوضاع والمجازر في كافة المناطق في غزة. المدينة معزولة ومقطوعة تماما عن العالم لا انترنت ولا كهرباء ولا ماء نتيجة الغارات والقصف المدفعي على غزة. والملاحظ أنه وفي ظل هذا التواطؤ الأمريكي والغربي ضد الفلسطينيين، تجد على الجانب الآخر أن الدعم للفلسطينيين يزداد، ويوما بعد يوم يتضاءل الدعم للاحتلال الاسرائيلي، والمظاهرات المناهضة، ضد ممارسات قوات العدو الإسرائيلي تزداد حول العالم ومن كل البلدان والعواصم اسكتلندا، المانيا، لندن. إن الصراع الدائر حاليا مع كل هذه السرديات التي يرويها الاحتلال، ويروجها عبثا العدو الإسرائيلي، واستخدام دعاية مساعدة المدنيين أمام العالم، ولكن اليهود قوم بهت، ويريد أن يصدقه العالم، إنما يثبت الفشل العسكري الهائل للاحتلال الاسرائيلي. وبرغم ذلك تصطدم مع ما يحدث فعليا على أرض الواقع، فخسائر الجيش الإسرائيلي تزداد، حرب استنزاف لقوات الاحتلال الخسائر العسكرية والامنية والاقتصادية والنفسية. يعلم الله لم نخذلكم، ولم نألف المشهد، والله لم تعد حياتنا كما قبل، اللهم نصرك الذي وعدت، اللهم نصرك لعبادك الذي وعدت، اللهم هيئ لهم سبل النصر. فما نراه اليوم هو تصديق حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم « لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم ولا ما أصابهم من لأواء «. وبعد صمود كل هذه الأيام غزة وأهلها شعب جبار، والقضية الفلسطينية ليست كما السابق، غزة تجتاح العالم. في نهاية المطاف يقول محمود درويش: ليست أجمل المدن وليست أغنى المدن وليست أرقى المدن وليست أكبر المدن ولكنها تعادل تاريخ أمة.