11 سبتمبر 2025

تسجيل

كأس العالم والأسرة

15 نوفمبر 2022

أستحضر الماضي عندما كانت الأسرة تجتمع على مائدة الغداء، ولا يتم البدء في تناول الطعام إلا بعد حضور جميع أفراد الأسرة، وتعتبر هذه الوجبة بمثابة الرابط الأقوى الذي يجمع أفراد الأسرة وتتم خلالها مناقشات ما تم خلال هذا اليوم وكل ما يهم كل فرد من أفراد الأسرة. بعد انتهاء فترة الدراسة والالتحاق بالعمل وتغير أوقات الدراسة وساعات العمل الرسمية، أصبحت الأسرة متفرقة ومن الصعب اجتماعها على مائدة الغداء بل قد لا يكون هناك اجتماع بالأصل!. فالأبناء يحضرون للمنزل في وقت متأخر لينهوا وجبة الغداء ومن ثم القيام بالواجبات المدرسية وقليل من الوقت للمرح، حتى يأتي وقت النوم استعداداً ليوم دراسي جديد!. يحضر الأب والأم بأوقات مختلفة وقد يتناول كل منهم وجبته دون وجود الآخر ودون الأبناء وذلك بسبب اختلاف ساعات العمل لكل منهما. ولهذه الأسباب كانت دائماً هناك مطالبات بتقليل أوقات الساعات الدراسية المرهقة، وتقليل ساعات العمل للموظفين، ففي حين عمل بعض المؤسسات الحكومية في الدعوة إلى التواصل الأسري وتقوية الروابط بين أفراد الأسرة الواحدة وهذا من توجه الدولة أيضاً في تكوين أسرة متحابة متماسكة مستقرة، نجد بالمقابل وزارات ومدارس تعمل بساعات عمل مختلفة وساعات دراسية طويلة ومرهقة للأبناء تعمل على ابتعاد أفراد الأسرة عن بعضهم البعض مجبرين!. اليوم ونحن على أبواب انطلاق بطولة كأس العالم في قطر، تم تقليل الساعات الدراسية وتقليل ساعات العمل لأجل تنظيم البطولة وتقلبل الازدحام، وعلى الرغم من ذلك ظلت الكفاءة في العمل متواصلة والإنجاز يتم والتحصيل الدراسي يتم على أكمل وجه، وبالمقابل استشعرنا الماضي في هذه الأيام فعاد بنا الزمان ليجتمع أفراد الأسرة على مائدة الغداء، وأصبح هناك وقت لتبادل الحديث بين الأبناء وبين آبائهم، كما وجد هناك وقت للراحة واستعادة النشاط. اليوم يشعر كل رب أسرة بقرب أفراد أسرته وبقرب أبنائه، أصبح الاستقرار النفسي أعمق، وهذا الأثر الإيجابي الكبير الذي وقع على الفرد والأسرة سيكون له الأثر الايجابي على الأداء في العمل. نتمنى بعد انتهاء بطولة كأس العالم، مراجعة وزارة التربية والتعليم لساعات الدراسة الطويلة والمرهقة للكادر الدراسي وللطلاب وإضافة الى تقليل ساعات العمل وجب تقليل عدد الواجبات المنزلية الكثيفة التي تقوم بها بعض المدارس والاكتفاء بالواجبات المنزلية المهمه لا التي تعطى وكأنها مقرر، وذلك لتحقيق الهدف الأساسي من تكوين أسرة مستقرة متماسكة وعقلية تستطيع الحصول على تحصيل دراسي أعمق وسينتج من ذلك عطاء اكثر من السابق من قبل المدرسين والطلاب. كما نتمنى من وزارة العمل والجهات المختصة النظر في تقليص عدد ساعات العمل بدلاً من الزيادة في ساعات العمل وذلك لذات الأهداف التي ذكرناها، كما أن طول ساعات العمل لا يعني بالضرورة عطاء أكثر وجودة أعلى، بل قد تكون ساعات العمل الأقل أكثر إنتاجية وأكثر جودة في تقديم الخدمات وتنفيذ إنجازات العمل. وفق الله الجميع لكل ما فيه خير للمجتمع وأفراده.