11 سبتمبر 2025

تسجيل

تحرروا من مشاعركم!

15 نوفمبر 2022

الإنسان، كتلة مشاعر وأحاسيس وأفكار ووعي ولا وعي، والكثير من الأشياء والأمور التي نعرفها ولا نعرفها عن الإنسان! وكي نحاول أن نحصل على حياة سعيدة صحية رائعة، يجب علينا أولاً أن نتعامل مع ما في داخلنا قبل أن نتعامل مع العالم الخارجي من حولنا. ومن أهم الأمور التي علينا التركيز والعمل عليها هي مشاعرنا. لماذا؟ لأن ما نشعر به في دواخلنا، سنرى انعكاسه في العالم الخارجي من حولنا! إن كنا أشخاصاً خائفين.. سنرى العالم، مظلما ومخيفا! وإن كنا أشخاصاً مرتاحين.. سنرى العالم، هادئا ومليئا بالخير! وإن كنا أشخاصاً يأكلها الإحساس بالذنب، سنرى العالم، بلا أمان! وهكذا! ما نشعر به في داخلنا، سنراه في العالم والناس! إن كنا نشعر بأننا في داخلنا ناس خيرون حقاً، سنرى بأن الناس خيرون وطيبون! إلخ.. ولأن المشاعر، بهذه الأهمية، فإن طريقة تعاملنا معها، ستحدد الحياة التي سنعيشها. إن كنا من النوع الذي يتمسك بمشاعره السلبية مثل الغضب، والشعور بالذنب، فإننا سنحيا حياة أقل سعادة من أولئك الذين يختارون عدم التمسك بهذه المشاعر السلبية. وفي كتابه (السماح بالرحيل)، يتناول ديفيد هاوكينز طريقة للتحرر من المشاعر السلبية وعدم التمسك بها، ألا وهي أن يشعر الانسان (بالشعور السلبي أياً كان) من غضب.. خوف.. لوم.. حزن.. وأن يستسلم له في لحظة احساسه بهذا الشعور، دون أن يحكم على هذا الشعور أو أن ينتقده.. فلا يسمع أفكاره حول هذا الشعور، بل ويتجاهل أفكاره، ويعطي الاهتمام كاملاً لمشاعره. فإن أتت الانسان، مثلاً فكرة تقول له إن: "هذا الموضوع صغير ولا يستحق الحزن". على الانسان أن يتجاهل هذه الفكرة، ويُكمل شعوره حتى ينتهي الشعور. حتى لا تقطع أفكاره شعوره، مدعياً بأنه غير حزين على هذا الموضوع، وانه فعلاً لا يستحق الحزن، ثم يجد الانسان نفسه غداً حزينا على الموضوع نفسه، دون أن يكون قد تجاوزه بالأمس! حل التعامل مع المشاعر، وبالتالي العيش حياة رغيدة، هي أن يدع الانسان مشاعره تأخذ مجراها، إن كان يشعر بمشاعر السعادة فليسعد، وإن كان يشعر بالحزن، فليحزن. المهم أن تأخذ مشاعره حقها بلا نقصان. فالمشاعر لا بد لها أن تنفد في النهاية، بعكس الأفكار، التي ما إن تبدأ حتى يصعب إيقافها، ولذلك فرقوا بين مشاعركم وأفكاركم! اشعروا بمشاعركم كاملة، دون أن تقعوا في فخ أفكاركم! فالأفكار تُغذي المشاعر، ومن ثم المشاعر بدورها ستغذي الأفكار، وسيصبح الانسان بعد ذلك في دوامة يصعب إخراجها منه! الشخص الغاضب، إن استمع إلى أفكاره السلبية، سيزيد غضبه أكثر! بعكس الشخص الغاضب الذي شعر بغضبه ثم اختار التحرر منه شيئاً فشيئاً دون أن يعطي لأفكاره مجالا! هذا الشخص سيصبح هادئاً بعد عدة دقائق، بعكس الشخص الأول الذي تمسك بمشاعره، ومن ثم وقع في فخ أفكاره. تجردوا من مشاعركم، وتحرروا منها! ولا تجعلوها ضحية لأفكاركم! كونوا أنتم قبطان السفينة، وتحرروا من الحمولة الزائدة ما إن تشعروا بها، حتى لا تغرق السفينة، وتغرقوا معها.