12 سبتمبر 2025
تسجيلإذا قالوا إن الحاجة هي أم الاختراع فإن أشد الحاجات ضيق ذات اليد الذي يجعل الإنسان يعيش في معاناة كبيرة ودوامة فكرية لا تنتهي، فالمال هو من زينة الحياة الدنيا وبه تدور مختلف العجلات، وبحسن التصرف به يسعد الناس ويعم الخير على الجميع والعكس صحيح، وربما أكثر مشكلات الشعوب مع الأنظمة والاختلافات السياسية والتي نراها في كثير من الدول المتخلفة، الاستحواذ على هذه الثروات دون تقسيمها تقسيما عادلا على الجميع، الذي هو باعث على الأمن والاستقرار والازدهار المجتمعي ويبعد عنه الفوضى بمختلف أشكالها. وفي العالم العربي تمتلك أغلب دوله ثروات كبيرة وقد يعطي بعضها شعوبه شيئاً من هذه الثروات، وفي بعض الأحيان قد لا يتناسب هذا العطاء ودخل هذه الدول الكبير وربما الكبير جداً، وقد تكون أنابيبها المالية مفتوحة على أشياء ربما تدعو للدهشة والاستغراب، ويا سبحان الله! هناك دول ربما دخلها اليومي يفوق عدة مليارات من الدولارات، ولكن برغم ذلك للأسف الشديد قد تفكر باتخاذ بعض الاجراءات المشابهة لبعض الدول التي تكون شهيتها دائماً مفتوحة لفرض الرسوم تلو الرسوم على المواطنين لشل تفكيرهم وحصره في البحث عن لقمة العيش، وقد تتخذها مثلاً في ذلك، وبئس المثل الذي لا يورث إلا السخط والكراهية وأمورا أخرى سيئة كثيرة نراها. ماذا فعلت في الدول والشعوب فالكيّس الفطن يعرف من أين تكتسب الشعوب ويضمن ولاءها الحقيقي غير المزيف وتقديرها لزعمائها عندما تراهم حريصين على إسعادها بعدم ارهاق كاهلهم بكثرة الرسوم في ظل حياة مادية صعبة جداً وأسعار تحلق عالياً وكل ما لها ترتفع. فبعض المسؤولين في دولنا العربية ضامن راتبه الكبير ومخصصاته وإن مقص التقاعد لن يقلم اظافره ولا يمسه بسوء ولا يصيبه كراتب غيره، فهم لا يبحثون إلا عن الطرق السهلة لزيادة الدخل بفرض الرسوم دون التفكير في البعد عن جيب المواطن الذي فيه ما يكفيه من أمراض مزمنة أرهقت كاهل صاحبه. وعندما يُقال إن بعض الدول دخل مواطنيها من أعلى الدخول فقد يكون هذا الكلام فيه الكثير من الصحة، وقد يلمس ذلك المواطن عندما تأتيه رسالة الراتب والذي يبدو كبيراً لكن ما يلبث أن يذوب كما يذوب الملح في الماء في غضون أيام وله أعداء كُثر جشعون لا تحد القوانين من جشعهم ولا هم يحزنون! فالكل يُغني على ليلاه في ذلك، وضبط هذا الوضع ربما صعب المنال، والتاجر يلقي باللوم على المؤجر الذي لا يرحم أحدا فهو يظل يعمل طول السنة لربما لتسديد الإيجار ولا يوجد هناك بينهم مبدأ لا ضرر ولا ضرار. ولكن يبقى أن نقول بأن الله سبحانه وتعالى لم يُعط هذه الثروات في البر والبحر والسماء إلا للناس جميعاً وليس لفئة دون فئة، ونحن في قطر لا نظن بقيادتنا الحكيمة إلا كل خير فهذا عهدنا بهم ونتمنى من الله أن يبعد عنهم البطانة السيئة. [email protected]