29 أكتوبر 2025
تسجيلقطر لا تخشى مقاطعة دول الحصار مع وجوب اليقظةدول الحصار تتخذ الخطوات العقابية بشكل جماعي ضد شعب قطرفشل دول الحصار في الأزمة حتّم على عقول مستشاريها الاستمرار في الفشل"أبشروا بالعز والخير" هو ما يستشعره المواطن والمقيم منذ اندلاع الأزمة رعى حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى حفظه الله صباح أمس افتتاح دور الانعقاد العادي السادس والأربعين بمقر مجلس الشورى، وألقى سموه خطابا بهذه المناسبة هو الثالث منذ اندلاع الأزمة الخليجية، ومثلما أُطلق على الخطابين السابقين أكثر من لقب كخطاب العزة والكرامة والثبات وما يمكن أن يكون حول ذلك، فإن خطاب سموه صباح أمس في مجلس الشورى أجمع الشعب القطري ومتابعو الخطاب على أنه "خطاب المستقبل"، والبداية الحقيقية بأن دولة قطر وقائدها وشعبها لا يلتفتون للخلف أو يسعون لإرضاء الغير مهما بلغ حجمه أو كبر شأنه، لأن دولة قطر كبيرة برجالاتها وعطاءاتها وسياستها التي ترسمها بنفسها ولا ترضى بأن يملى عليها أو حتى أن يُطلب منها.خطاب المستقبل الذي جمع بين العقل والحكمة والقوّة، وهي رسالة تثبت للعالم أن قطر عصيّة على من يحاول النيل منها ومن كرامتها وثباتها، فكانت الأزمة حاضرة في خطاب صاحب السمو أمير البلاد المفدى، ومع تأكيده أن قطر ما زالت مستعدة كما كانت للحوار دون المساس بالسيادة أو التدخل في الشؤون الداخلية مع دول الحصار، إلا أنه أكد أن دولة قطر لا تخشى مقاطعة دول الحصار لنا وأننا بألف خير والحمدلله من دونها، ونستطيع السير نحو بناء مستقبلنا طال الحصار أم قصر، فالسواعد القطرية التي أسست دولتنا جاءت من بعدها سواعد الأبناء والأحفاد لتستكمل المسيرة وتبني وطنها دون أن يكون لأحد فضل عليها بعد الله إلا قيادتها وشعبها الوفي، كما أن سموه الكريم أكد على وجوب اليقظة لأن الدول المقاطعة مع زعمها بأنها تكتفي بالمقاطعة فهذا الأمر غير صحيح؛ لأنها ما زالت تمارس التدخل في شؤون بلادنا الداخلية وتتخذ الخطوات العقابية بشكل جماعي ضد الشعب القطري والتحريض على الدولة في كل مكان، وهي للأسف تستنزف بذلك طاقاتها وتهدر أموال شعوبها وهي بذلك تضر ذاتها، ولن تحقق ما تصبو إليه سوى أنها أيضا ستلحق الضرر بسمعة دول مجلس التعاون ومصالحه، وهنا يتضح حرص صاحب السمو على المجلس وسمعته التي لم يظهر الآخرون أي اهتمام بها إلا حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت والذي شكره أمير البلاد المفدى الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في خطابه صباح أمس على جهوده وكل ما بذله في محاولاته لرأب الصدع والتي ساندتها ووقفت إلى جانبها وإلى كل ما قاله أمير الكويت، ولكن للأسف لم تجد محاولاته ولا دعوات دولة قطر أي أذن صاغية من دول الحصار، بل أرادت إشغالنا داخليا وخارجيا وهذا ما لا يمكن أن يكون؛ وذلك لأننا سنواصل تلبية أهدافنا المشروعة الإنسانية والدولية، وهو ما وضع دول الحصار في ورطة لم تستطع الخروج منها.خطاب المستقبل جاء فيه أيضا أن مزاعم دول الحصار حول دعم قطر للإرهاب تورطت فيها، ولم تقدم دليلا واحدا يُثبت أكاذيبها وأقاويلها التي تستند إلى الفبركات والافتراءات، ومع ذلك ما زالت دولة قطر تدعو للحوار ومستعدة لذلك في سبيل احترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، مع أن سموه حفظه الله ومن خلال خطابه أكد أن دولة قطر بعد الأزمة تختلف عما قبلها، بل أصبحت تتمتع بمصداقية واحترام بين دول العالم لاتخاذها منهج العقل والتروي والحكمة سياسة في تعاملها الدبلوماسي وهو ما أشاد به كثير من دول العالم، وجعل لدولة قطر مكانة مرموقة في المحافل الدبلوماسية يشار إليها ولطريقة معالجتها الفذة لكل ما واجهته خلال الأزمة، فمع محاولات دولة قطر لإنهاء الأزمة ودعوتها للحوار أوضح صاحب السمو أن "الرسائل التي تصل إلينا من دول الحصار أنها لا تريد حلا للأزمة" وتسعى لاستمرارها، وهذا ما أثلج صدورنا كمواطنين أن سياسة دولتنا وتعامل الشعب القطري أفشلا جميع مخططاتهم، بل إنها وكما أشار سموه إلى أن الأزمة أظهرت أفضل ما لدى الشعب القطري وعززت هويتنا الوطنية، مما ساهم في إظهار احترام دول العالم وشعوبه لدولة قطر وشعبها، مما ساهم أيضا في إقامة علاقات متوازنة مع دول العالم على أكثر من صعيد، في حين أن دول الحصار أصبحت في حيرة من أمرها، لفشلها الذريع في الأزمة مما حتّم على عقول مستشاريها أن يستمروا في الفشل وفي طغيان أضر بدولهم قبل شعوبهم، وفشلهم الكبير وخسارتهم الفادحة في كل ما قاموا به من مهازل إعلامية وفبركات عاد بالضرر على دولهم وحكوماتهم قبل غيرهم.ما يُحسب في خطاب "المستقبل" أنه أرسل عدة رسائل إيجابية للداخل والخارج، فعلى المستوى الداخلي أثمر الحصار تكاتف المجتمع ولحمته الوطنية التي لم تستطع دول الحصار -وبفضل من الله- اختراقها أو زعزعتها أو النيل منها، فكان يذود عن وطنه ويدافع عنه بما يستطيع من كلمة أو قلم أو وسيلة إعلامية متاحة وبأخلاقيات أهل قطر المعروفة والمستمدة من ديننا الحنيف وعاداتنا العربية العريقة، مما أتاح للدولة وقيادتها أن تشعر بولائه وحبه لوطنه وقائده فساهم في الدفع بالقيادة أن تعمل ليل نهار على توفير كل ما يلزم لحياة كريمة وافتتاح ميناء حمد ومسارات جوية وبحرية حتى لا يشعر أي مواطن أو مقيم بأي نقص في أي شيء، وهو ما تم بالفعل، وليس أدل على ذلك من الزيارات التي قام بها سمو الأمير المفدى لكل من تركيا وألمانيا وفرنسا ثم إلى نيويورك للمشاركة في الأمم المتحدة، وتبعتها زيارة إلى كل من ماليزيا وإندونيسيا وسنغافورة، وزيارات لرؤساء دول وحكومات إلى دولة قطر، في حين أن بعض قادة دول الحصار لم يستطع الخروج أو عمل زيارة رسمية معلنة إلى أي دولة في العالم، بالإضافة إلى زيارات مكثفة لوزير الخارجية ووزراء آخرين كان نتاجها إيجابيا على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، ومن الرسائل الإيجابية الداخلية أيضا إعلان سموه في خطابه أمام مجلس الشورى التعديل فيما يتعلّق بانتخاب مجلس الشورى، وجميعنا نتذكر كلمة صاحب السمو في بداية الأزمة "أبشروا بالعز والخير" وهو ما نستشعره يوميا وبشكل ملحوظ بفضل من الله، أما فيما يتعلق بالرسائل الإيجابية الخارجية أن العالم أجمع؛ بالرغم من محاولات دول الحصار وعلى رأسها دولة الإمارات التي تسعى وتحاول باستمرار التأثير السلبي على دولة قطر اقتصاديا وسياسيا ورياضيا، كشف حقائق الأمور ومدى التلاعب ومحاولات الخداع التي سعت دول الحصار لإلصاقها بدولة قطر وحجم الافتراءات والكذب ومدى الزيف الذي كانت تظهره هذه الدول على المستوى المحلي أو الخارجي، فانكشف خداعهم بأن الاقتصاد حر والحقوق محفوظة وحرية التعبير مكفولة وحاولوا إلصاقها بدولة قطر فأثبتت المنظمات الدولية والجهات ذات الاختصاص أن ملف دولة قطر ناصع البياض لا غبار عليه، وأن كل ما ادّعوه ضدها كانت لديهم وانكشف أمورها وحقيقتها بما لا يدع مجالا للشك، سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي، وما يؤكّد مدى تخبطهم وعدم استطاعتهم الجلوس على طاولة الحوار لعدم وجود ما يقولونه أو يثبتونه أمامنا، فكان الخيار الأفضل لهم الهروب ثم الهروب ثم الهروب. ولا نعرف إلى متى؟ وإلى أين؟!خطاب "المستقبل" هو الانطلاقة الثالثة لصاحب السمو بقطر المستقبل بمؤازرة شعبه الذي يقف خلفه، دون الالتفات للخلف أو التوقف عن المسير، بل العمل الجاد حتى تكون دولتنا في مصاف دول العالم، وهو ما نتوقعه بإذن الله في السنوات القادمة، فالأشهر القليلة الماضية أثناء الحصار قفزت بنا قفزات كبيرة وواضحة للعيان، والقادم أفضل إن شاء الله.