11 سبتمبر 2025

تسجيل

المهم هو أن نركز على المهمة

15 نوفمبر 2016

أي عمل يُقبل عليه المرء كوظيفة له، لا يكون من فراغ، ولكنه ما يكون منه تلبية لجملة من الأسباب التي تُحمله على فعل ذلك، ولعل أهمها — وإن وُجِدَ ما يسبقه بطبقات سميكة لا تستطيع إخفاء وجوده طويلاً — (السعي نحو لقمة العيش)، الذي يبدو الانصياع له وتحديداً للجزء الأخير منه خطوة إجبارية يهون من أجلها الكثير، وإن لم يكن هيناً من الأصل، وما يحدث ومن بعد حين يتعلق الأمر بأداء العمل على خير وجه، هو أن المتكفل به سيحتاج لقوة جبارة تُساعده على تجاوز كل المنغصات اليومية التي تحوم من حوله كالذباب؛ لأسباب تتكفل بمهمة تشتيت تركيزه وبعثرة ما لديه من أفكار في سبيل التأثير على خط سير الإنتاج وتقليص مسافاته؛ ليبدو بلوغ رقعة التقصير أقرب بكثير ولدرجة تسمح بتوجيه أصابع الاتهام بشكلٍ يُبرر جلسة المحاسبة التي سيخضع لها، وستحرص على إنهاء خدماته وعلى الفور؛ لتنتهي الحكاية عند ذاك الحد، الذي سيجد من سيقبل به؛ ليخضع له وبكل سهولة، فيقبل بفكرة الانسحاب بهدوء تام، سيكون السبب الأساسي لجعله مجرد صورة التقطها الماضي. ومن سيقاوم كثيراً دون أن يقبل بفكرة الاستسلام حتى يحظى بفرصة أخرى يمكنه من خلالها تقديم أفضل ما لديه وعلى خير وجه سيُعبر عن كم الإبداع الذي يتمتع به، ولم يكن قد وجد الفرصة المناسبة التي تسمح له بتحقيق ذلك من قبل. منغصات العمل كثيرة، وعلى الرغم من تعددها واختلاف أشكالها، فإنها تلك التي لا يجدر بنا الالتفات إليها؛ لأننا ومتى فعلنا فسنكون قد فتحنا باباً للتقصير، الذي سيلازمنا طويلاً حتى نُحسن التصرف ونصرف التفكير عن تلك المنغصات بتركيزنا على ما لدينا من مهام تحتاج إلينا فعلاً.