10 سبتمبر 2025

تسجيل

انتخابات مجلس الشورى انطلاقة نحو قطر المستقبل

15 نوفمبر 2011

الحقيقة أن خطاب سمو الأمير في افتتاح دور الانعقاد العادي الأربعين لمجلس الشورى كان يحمل الكثير من الرؤى لمستقبل قطر وهناك الكثير من النقاط التي شملها الخطاب تستحق الوقوف عندها للتأمل في المعاني التي تحملها وهذا الأمر يتطلب صفحات عديدة لا يمكن ان يستوعبها مقال محدود الكلمات ومحدود المساحة. ولهذا فإنني سوف أركز على خطوة مهمة أراها سوف تنقل قطر نحو مستقبل زاهر ومثمر. هذه الخطوة هي قرار سمو الأمير إجراء انتخابات لمجلس الشورى في النصف الثاني من عام 2013. القرار بلا شك "خطوة جريئة" وتنم عن بصيرة نحو تكريس العمل الديمقراطي. إن انتخاب مجلس الشوري سوف يجعل المشاركة في العملية السياسية قدراً على المواطن القطري وليست خياراً. فالوقت أصبح مناسباً للغاية لتكريس العمل الديمقراطي بعد أن تشكل لدى غالبية المواطنين وعي بأهمية المشاركة والانتخاب بعد تجربة انتخاب أعضاء المجلس البلدي؛ فقد أفضت هذه التجربة إلى تداول أفكار وآراء المواطنين داخل هذا المجلس. وقد يتساءل البعض ماذا يعني أن ينتخب أعضاء مجلس الشورى وما هو الفرق وماذا يمكن أن يجنيه الوطن والمواطن بل ربما يأتي الشخص غير المناسب عبر صناديق الانتخاب؟ فلهؤلاء أقول إن انتخاب أعضاء مجلس الشورى سيخضع لشروط الإنجاز والأهلية خلال فترة وجوده في المجلس وسوف تتحقق رقابة شعبية على سير تنفيذ الخطط والمشروعات التي تقوم بتنفيذها مؤسسات الدولة من قبل المواطن بما يعزز من قيمة المسؤولية وتحقيق الأفكار الجديدة ويجعل للبلاد نبضاً جديداً. وسوف تساهم أيضا في تعميق الممارسة السياسية والديمقراطية كما تعزز الانطلاقة نحو مزيد من البناء الذي يتم على أسس منهجية لتتبوأ قطر مكانة تستحقها بجدارة في عالم اليوم. ولهذا فإنني أعتبر هذا القرار تاريخياً وخطوة مهمة لتعميق الممارسة الديمقراطية سوف تزيد من مسؤولية المواطن تجاه وطنه مما يتوجب عليه أن يزيد من تحلينا جميعا بالمسؤولية وأن نكون إيجابيين في التعاطي مع مسألة الانتخاب سواء لمجالس أو غير ذلك حتى نأتي دائما بالأصلح الذي يحمل مستقبل الوطن بين عينيه لا لمصالحه الشخصية. وأقول للمتسائلين ان انتخابات مجلس الشورى تجسد بحق التوجه السديد الذي رسمه سمو الأمير المفدى لانطلاق دولة قطر إلى آفاق المستقبل بخطى واثقة وطموحة، بعد خطوات عديدة سابقة أهمها انتخابات المجلس البلدي المركزي، ومنح المرأة حق التصويت والترشح، وإعداد الدستور الدائم للدولة. إن مشاركة المواطنين في انتخاب أعضاء مجلس الشورى في النصف الثاني لعام 2013 لن تكون له نتائج خدمية على المواطن فحسب بل ستكون له نتائج تنموية وسياسية لبناء دولة قطر الحديثة والإنسان القطري القادر على خوض تحديات العصر وبناء الوطن بل ستكون أيضا دافعا وحافزا لكل مواطن للمساهمة بجد فى تحقيق تطلعات القيادة الرشيدة وأن تتفاعل معه كافة المؤسسات والهيئات الحكومية وغير الحكومية حتى نبني جميعا قطر الحديثة. [email protected]