07 أكتوبر 2025

تسجيل

"التحفيز الذاتي.. بإبداع"

15 أكتوبر 2020

يُعدُّ الإبداع - كعملية ذهنية فكرية - أمرًا جوهريًّا عند الأفراد المبدعين، من حيث التركيز والانتباه والوعي والإدراك والتنظيم والترميز والتفاعل، والوصول في النهاية إلى تشكيل أو إبداع جديد للتعامل مع المسائل الحياتية وتحدياتها المختلفة. ولأن جميع الأفراد خلقهم الله ولديهم القدرة على الإبداع؛ فإن تحقيق هذه القدرة الذهنية يعتمد على إنتاج إبداعي، يبدأ بدوره من قدرة الفرد على التخلص من المخاوف الداخلية بعدم الثقة بقدراته، وينمو بالتغلب على مخاوف اللاشعور من المعوقات الخارجية التي توقف الابتكار وتعطل الإبداع. وقد يكون الفرد قادرًا على الإبداع، إلا أن الواقع الاجتماعي والبيئي والمحيط الذي يعيش فيه لا يمكِّنه من أن يكون مبدعًا في سلوكه على أرض الواقع، ومن هنا يتحتم علينا أن نكون أكثر قربًا من أولئك الذين يثيرون فينا الاهتمام أو يوحون إلينا بفكر أو يمثلون مصدر إلهام. كما يجب أن تعلم عزيزي القارئ، أن الإبداع لا يقتصر على الوراثة، إنما هو المبادأة التي يبدؤها أي فرد بقدرته على الخروج من نمط التفكير العادي، واتباع نمط جديد يساعده على الذهاب بعيدًا عن كل ما هو عادي ومألوف، للبحث عن رؤية أفضل لحل المشكلات والتحديات بطريقة مختلفة وبأسلوب فعَّال ومناسب. إذًا.. ابحث، واستكشف، وتبادل الأفكار، فليس هناك في العالم أقوى من فكرة ولدت في وقتها ونمت حتى جاء وقت تنفيذها بخطًى واثقة ومتزنة، وتذكَّر أنه عندما تظهر الأزمات أو تشتد المواقف يصبح الإبداع والابتكار ضرورة وليس اختيارًا. يلعب التحفيز الذاتي دورًا مهمًّا في صقل خيال الفرد وبنائه للإبداع منذ الصغر، ولقد ربط الطبيب النمساوي فرويد بين الإبداع واللعب، فهو يقول إن الكاتب المبدع تبقى أمنياته وأحلامه في اللاشعور إلى أن يحوّلها إلى شكل يرضي الآخرين، ونستطيع أن نقول إن كل طفل يتصرف ككاتب مبدع أثناء اللعب؛ حيث يبتكر عالمه بطريقته الخاصة، فهو يعيد ترتيب الأشياء في عالمه بطريقة جديدة تشعره بالسرور. ويرى الباحثون أن أغلب الأعمال الإبداعية يتم إنجازها عندما يعمل الفرد من أجل الحصول على السعادة والرضا؛ أي في حالة الوصول إلى حل جديد للموقف أو المشكلة المطروحة، وليس طلبًا للمكافأة الخارجية، لذلك فإن الاعتراف لشخص ما بأنه مبدع أو مبتكر أصيل هو في حد ذاته تعزيز له. وانشغال الفرد المبدع واستغراقه في التفكير بهدف الوصول إلى حل جديد لمشكلة ما، وقوة دوافعه الداخلية في شحذ همته -هي التي تمده بالسعادة لما يفعله وينجزه بالرغم من الإحباطات والتحديات التي يتوقع أن يواجهها. في النهاية، فإن كل ما لديك وما لدى الأفراد من طاقات إبداعية ستزدهر وتتفتح وتتحقق، ما دمت أطلقت العنان لها.. أنت مبدع حتمًا عندما تعطي نفسك الفرصة لذلك. كاتبة قطرية، مدربة تنمية بشرية وتطوير ذات مستشارة علاقات عامة واتصال [email protected] @almutawa_somaya