10 سبتمبر 2025

تسجيل

مصر وناسا ... ليس هناك مستحيل "2"

15 أكتوبر 2013

الحديث عن العلم والبحث العلمي ليس تشبه بالشرق أو الغرب، نريد فقط أن نتشبه بالبني آدميين!!"، "التعليم والبحث العلمي في مصر هو المشروع القومي"، ويمضي محددا أن مشاكل مصر هي الجهل والفقر والمرض وأنها مشاكل تشمل ما يزيد على %50 من الشعب، ولا يجدي معها الحديث في السياسة ولا حديث الحناجر، والتغير في سلوك المصريين مرده هذا الثالوث فليس عند %50 من الشعب ما يخسره، فصار الانفعال والعنف السلوك العام الآن. ويضرب أمثلة عديدة من المياه إلى الغذاء إلى المناخ وجميعها لا يمكن مواجهتها بغير العلم، ويتطرق إلى الاقتصاد، "نحتاج للانتقال من اقتصاد يقوم على الموارد إلى الاقتصاد المعرفي، الذي يقوم على الصناعة"، ويشير إلى أن الصناعة الأساسية في المجتمع المصري هي صناعة الزواج، واحتياجاتها هي مجال الاهتمام الأول ونشاط اقتصادي رئيسي. ويقول الدكتور الشاب في وكالة ناسا الأمريكية للفضاء "ناسا ومصر مكانان متشابهان جدا، كل شيء نعمله في ناسا في مقاييس أي إنسان عادي مستحيل، أن نصل للمريخ، أو نهبط على النيازك، أو نتحكم في رحلات الفضاء، كل ذلك مستحيل ولكنه تحقق، والشبه الثاني أن الإمكانات المتاحة لناسا قياسا على مهامها ومشاريعها تعتبر فقيرة جدا بالنسبة لما يجب توافره، وهكذا مصر، فالتعليم والبحث العلمي المشروع القومي يبدو مستحيلا والإمكانات تبدو ضعيفة، ولكن يجب أن نحققها وفي مدى زمني سريع ومحدد". خطاب الحقيقة، وتحقيق المستحيل، كانا رسالتي المسئولية الأولى. ويعقب ذلك خطاب لرئيس الجمهورية المؤقت عدلي منصور، كان فيه الرجل يقول حديث الحقيقة عن التاريخ، ويربط بين الحاضر وإرادة استرداد الكرامة من بعد 1967، وكان أن أصدر قرارا بمنح اسم الفريق أول محمد فوزي وسام الجمهورية ونجمة الشرف العسكرية، وهو الرجل الذي قاد عملية إعادة بناء القوات المسلحة وقاد حرب الاستنزاف حتى وضعه السادات في السجن في مايو 1971، فأعاد للرجل الاعتبار. لم يتوقف عند هذا الحد بل أعطى إشارة البدء في العمل لإقامة محطة الطاقة النووية في الضبعة، ووضع محددات إقامة مشروع تنمية قناة السويس في إطاره القومي على الإطلاق. ويمضي الرئيس المصري لحديث عن فلسطين، يعيدها إلى قلب الاهتمام المصري بعيدا عما أصابها من أثر ما تردد عن ادعاءات لحماس، ويتحدث عن أرض جرى احتلالها بعد 67 كاملة والقدس الشرقية، وهو حديث طال غيابه عن الخطاب السياسي المصري. ويخرج تسجيل لحديث للقائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع مع عدد من الضباط، حاولت جماعة الإخوان أن تجعل منه أداة اتهام للرجل، فجعلت منه كاشفا لرؤية تمسك بحقيقة نتائج يناير 2011، كان الموضوع تناول الصحافة والإعلام للقوات المسلحة، وكان رد الرجل "بعد يناير 2011 لم يعد هناك من يملك أن يقول لأحد هذا مسموح وهذا ممنوع، هناك تغيير في العلاقات داخل المجتمع، ويجب أن تتغير أساليب التعامل، وإن بناء الجسور بين مكونات المجتمع يجب أن تأخذ وقتها ويجب أن نتفهم ذلك، كان حديثا يؤكد ما كان ينقل عن الرجل ممن التقوه بعد يناير 2011، ووعيه بالمتغيرات التي تجري، وأكده موقفه في يونيو 2013، بل يمكن القول أكده إدارته للأزمة التي واجهتها مصر منذ يناير حتى اللحظة. ويكلل الرجل في 6 أكتوبر كل ما يحدث في مصر باستدعاء مسئولية العمل من كل المصريين لأن مصر تستحق هذا وإن السلاح الرئيسي للإنجاز والتطور هو الصبر، ويعيد إلى الخطاب السياسي المصري معنى الانتماء القومي لمصر وارتباط المصير والمصلحة بين العرب جميعا، وهو معنى غاب بعد 1973، ودخول كمب ديفيد على علاقات مصر بالعرب. علامات وسط دماء تسيل على الأرض المصرية حيث بلغ ضحايا يوم 6 أكتوبر 2013 أكثر من 50 مواطنا غير مئات من المصابين، وكأنه بالفعل هنا في مصر شعبان، شعب يريد البناء والأمن، وشعب يناشد أمريكا والناتو التدخل، ويرى أن كل المصريين وكل المؤسسات والجيش في حالة انقلاب عليهم، ولا يقولون لنا من هم ولا يكشفون لنا ما الذي قدموه للشعب غير الفوضى والكذب والانفلات الأمني واستدعاء الأجنبي. هذه العلامات سبقها إعلان دستوري تكميلي بأن مهمة لجنة الدستور هي إعداد دستور جديد لمصر، وحسم الجدل من حول مهمة اللجنة، تعديل للقديم أم جديد. وتبقى مهمة وجب الاقتراب منها وبعمق، وهي مهمة التطهير للدولة من آثار 30 عاما مع مبارك، وعام تحت حكم الإخوان. ويتناقل البعض الآن أن ترشح القائد العام للقوات المسلحة المصرية لمنصب الرئاسة لم يعد اقتراحا، ولكنه في إطار الصحافة والإعلام هو خبر، فهل تحمل الأيام القادمة تأكيدا أو نفيا؟، أعتقد أنه سيبقى الاحتمال الأوفر حظا حتى إغلاق باب الترشح لمنصب الرئيس المصري القادم.