14 سبتمبر 2025
تسجيليحتفل العالم الاسلامي اليوم بمناسبة عظيمة على شعوبه، وقادته، مناسبة اعتاد العالم الاسلامي أن يفرح بها ويحتفل بها من أقصاه إلى أقصاه، نظرا لما لها من عظمة في النفس وتقديس في القلب، ولما لها من مظاهر القوة والتكاتف والتلاحم والسؤدد الذي يتجلى في أبهى صوره ومظاهره على صعيد عرفات، تلك اللحظة التي يباهي بها الله ملائكته، ويغيظ بها أعداء دينه. لكن ما يؤثر في النفس ويحز في القلب أن احتفالات العالم الاسلامي هذا العام، احتفالات ناقصة مجتزئة، بل هي احتفالات مريرة في بعض مفاصلها، ومزعجة لدرجة الألم في بعض مواطنها، كما هو الحال في سوريا وفلسطين بدرجة كبيرة، وبدرجة أقل في مصر والعراق، وبنسبة دون ذلك في بعض البلدان العربية الأخرى، دون أن ننسى ما يعانيه المسلمون من اضطهاد وعنصرية في مواقع أخرى كثيرة وعديدة، نذكر منها حال الروهينجا في ميانمار. احتفالات العيد هذا العام تسلط الضوء على المأساة الانسانية في سوريا، فلكم أن تتصوروا أن خمسة ملايين سوري، العدد يشكل ثلث السكان، نزحوا من مناطق سكنهم إلى مناطق أخرى داخل بلادهم، فيما لجأ اكثر من مليوني سوري خارج بلادهم، وبحسب المفوضية العليا للاجئين فان نحو 97 % من هؤلاء استقروا في دول الجوار، حيث استقبل لبنان العدد الاكبر، حوالي 760 الفا، ويتحدث مسؤولون لبنانيون عن وجود 1،3 مليون سوري في لبنان مع حساب غير المسجلين كلاجئين. ولجأ 549 الف سوري الى الاردن واكثر من 500 الف الى تركيا ونحو 190 الفا الى العراق. هذا ناهيك عن طلبات آلاف اللاجئين الباحثين عن المأوى في دول أوروبية عديدة مثل ألمانيا والسويد وفرنسا وبلغاريا، بحسب معطيات مكتب الاحصاء الاوروبي. احتفالات العيد هذا العام تسلط الضوء على المأساة الانسانية في فلسطين، حيث حصار غزة لايزال محكما، ومخطط تهويد القدس في تصاعد، كان أحدث مظاهره أمس عندما اقتحم 25 مستوطنا ساحات المسجد الأقصى المبارك، ورفعوا علم إسرائيل داخل ساحاته. دروس مؤلمة وقاسية، نأمل الاستفادة منها، وأخذ العبرة منها، عل وعسى أن تكتمل فرحتنا وفرحة المسلمين في عيد الأضح القادم إن شاء الله.