13 سبتمبر 2025

تسجيل

أحلام الحسود

15 أكتوبر 2012

حالي كحال بني البشر.. لديّ أحلام وأُمنيّات لم تتحقق، فاعتقدت بأنها سوف تكون حقيقة في يوم من الأيام أو قد تبقى ضرباً من خيال، وسئمت من سخريتها فلم أعد أصدقها فهي كالأمانيّ، نُمني النفس بها لعل وعسى تتحقق أو قد نضحك بها على أنفسنا.. لكنني أرى أن هذه الأيام طالت كثيراً ورحل ربيع العمر وابتدأ خريفه وتساقطت بعض أوراقه وحملتها الريح وتناثرت بعيداً عن بساتين الشباب بعد أن غزت جيوش الشيب رأسي فلم نعد نرى شيئاً على أرض الواقع قد تحقق، فأصبحت كالسراب كلما تقترب منه يبعُد، والذي يحسبه الظمآن ماء ولكن؟؟ ويْحَ نفسي.. لماذا تحدثني بكل هذا والحسد يملأ جوانبها، وهي تعلم بأن كل شيء بيد الله فهي تقول لي لماذا هذا وذاك، ألم تره كيف كان وكيف أصبح، كان فقيرا وكيف استغنى، كان موظفا عاديا وكيف أصبح مسؤولاً كيف عُيّن في هذا المنصب وهو لا يملك خبرةً ولا شهادةً علمية، كيف يحضر مؤتمرات فيها كثير من المناقشات وهو لا يعرف الكوع من البوع أو حتى السبت من أيام الاسبوع، هل عيّنه غريب أم قريب له، زَكّاه عند المسؤولين وجعل فيه من الصفات التي قد لاتتوافر في غيره، وزَج به في تلك الوزارة أو الإدارة سمها ما شئت؟؟!!!!! وطبعاً فيها مصالح البلاد والعباد وزاد الوضع سوءاً ومرت عليه سنين ولم يفعل أي شيء ولم يطور ولا له شيء يذكر، فلا يهم!! سوف يُقال من منصبه بعد فترة ويُحمل حساب الديون المعدومة كل الخسائر التي تسبب بها هذا الهجان الذي أتى على ظهر هجن الواسطة، يسابق الريح نحو المناصب يدوس كل الشهادات والخبرات ويختصر السنين التي يشتعل الشعر شيباً منها، وبعد أيام سوف يكون في البيت والراتب كما هو والامتيازات كما هي أو يُعطى هدية لكي يؤمن مستقبله وأجياله المتعاقبة، يا مسكين تعب كثيراً فإنجازاته تتحدث عن نفسها، ويأتي غيره وعلى نفس المنوال كل العملية عملية استرزاق لا أكثر ولا أقل والخاسر هو الوطن!!!!!!!! الذي باسمه يُذبح ويُحلل كل شيء لمصالح شخصية، ويعلق على شماعته التي تعبت من حمل كل هذا.. ألا تعتقد أنها سوف تنكسر في يوم من الأيام؟؟ ماذا تقول؟ ألا ترى بأنك تماديت كثيرا في حسدك وحقدك، فلماذا لا تقول الكلام المأثور الذي نقوله دائماً وأبداً ما داموا هم مواطنين يستاهلون فليس ذلك بخسارة، ماذا تقول حتى لو كان ذلك على حساب تقدم ورُقي الوطن ومصلحتة العليا؟؟ ألا تنظر إلى التعليم برغم الإنفاق الحكومي الكبير والطموح الأكبر، إلا أنه مايزال يقبع في صحارى التجاذبات المختلفة ويحتاج لمن ينتشله، فلِم يُفصل ثوب الحداثة على مقاسه فبدلاً من أن يمشي سقط وانجرح وأخذ يبكي ويترحم على ثوبه القديم الذي كان على مقاسه صنعته أمه ولم يصنعه غريب!!! ألم تر أن الكل يُلقي باللوم على الآخر، ونفس الاصوات السنوية التي نسمعها من "المُتمصلحين" والمستفيدين من هذه التجاذبات والتي تصب جُلها في قناة المصالح الشخصيه وليس مصلحة وطن وأجيال، وإن الأقنعة التي كان يَتخفى وراءها هؤلاء الخراطون قد سقطت.. أجل ماذا تقول عن الرياضة مثلا أو الطرق والبنى التحتية والتلاعب فيها الذي كلف الدولة والمواطن الكثير، وكل يوم يتكشف لنا ذلك والله يعين على "السيد مترو" وغيرانه ليتهم يأخذون الحيطة الشديدة والحذر في اختيار الشركات المنفذة، لأن الخطأ هنا كارثة والمجاملات ليس لها مكان في هذا المجال، وهو ليس شارعاً فيه حفر أو من أعمال البنية الفوقية ويتم اصلاحه كالمعتاد بنظام احفر وادفن المعروف، أو خذ المقسوم واهرب؟؟ إنما هو تحت باطن الأرض وتحت المنشآت والأبنية (وإلّي يزعل خلوه يزعل) مصلحة الوطن والمواطن فوق كل اعتبار.. احضروا لنا ـ بالله عليكم ـ شركات لها خبرات كبيرة في هذه الخطوط العنكبوتية.. أكمل فماذا بعد؟؟ لا أقول شيئا فأنا لا أسمع لا أرى لا أتكلم، ولا تُدخلني في المحذور الذي لا يجلب سعادة ولا سروراً، ومخالفاته تفوق مخالفات شرطي المرور.. سوف اصمت أيها الثرثار فأنا ليس لدي استعداد لأن أستغني عن راتبي التقاعدي فكل هذا الذي تقولة زور وبهتان، ليس موجود منه في عالمنا العربي شيء إنما في خيالك ومخيلتك العقيمة، فمُت كمداً بغيظك يا حسود.. وآخر الكلام: القيادة العليا لديها تطلعات وأمانٍ كبيرة وعريضة كلفت الكثير من الوقت والجهد واستنزفت ميزانيات ضخمة، من أجل أن يكون المواطن متميزاً في مختلف المجالات، ولكن متى نرى باقي هذه التطلعات حقيقة على أرض الواقع؟؟ فماذا تفعل لنا أكثر من ذلك، إن لم نكن نحن أصحاب المبادرة ونبادرها نفس الشعور الذي ينم عن مسؤولية وليس "كلام في كلام" ألم يكن هؤلاء المسؤولون الذين سلمتهم الحكومة هذه الأمانات مواطنين أخا أو قريبا؟ يعني المشكلة فينا نحن أم اعتدنا أن نعلق كل شيء على قفا الحكومة كما قال المصريون ذلك!! والسلام ختام؟؟؟؟؟