حوار القيادة والمسؤولية والاستعداد للمستقبل

يعكس الحوار الشامل مع حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، الذي أجرته مجلة «لو بوان» الفرنسية، وتنشره الشرق على صفحاتها اليوم، جانبا من الرؤية الملهمة لسمو الأمير المفدى، ومقارباته السديدة والحكيمة حول القضايا والملفات الاقليمية والدولية وكيفية التعامل معها، وكيف ينظر سموه الى علاقات دولة قطر مع محيطها الاقليمي والدولي والدور المحوري للسياسة الخارجية القطرية، وسعيها الحثيث إلى تقريب وجهات النظر المتباينة، ولعب دور الوساطة البناءة التي تساعد جميع الأطراف في الحوار والتوصل إلى حلول سلمية لخلافاتهم. لقد جاء تناول سمو الأمير، خلال المقابلة للمشهد العالمي، انطلاقا من ايمانه بأهمية التعاون الدولي في التصدي للقضايا الراهنة، مذكرا بالدرس الأهم الذي تعلمه الناس من جائحة كورونا بأنه يتعين علينا جميعا كدول أن نتعاون معاً لحل القضايا العالمية، باعتبار أن عالمنا واحد، ويجب علينا بالتالي أن نتعاون معاً لحل مشاكلنا. لقد قدم الحوار صورة لدولة قطر وما تقدمه من نموذج متقدم في الحكم والقيادة الملهمة، التي تنظر الى التعليم كركيزة أساسية، وكونه الحل باعتبار أن الموارد ليست أبدية، وان الاستثمار الاقتصادي يمكن أن يساعد، لكن الأهم من كل ذلك هو الاستثمار في رأس المال البشري، من خلال تطوير منظومة التعليم ووضع الاستراتيجيات استعدادا لجميع السيناريوهات في المستقبل. وعكست اجابات سمو الأمير حول قضايا مثل أمن امدادات الطاقة ودور قطر المؤثر فيها، مواقف قطر الواضحة واهتمامها بأمن الطاقة وبالاسعار المتوازنة التي تحفظ حق المستهلكين والمنتجين على حد سواء. ان اهمية افادات صاحب السمو خلال هذه المقابلة الشاملة، تأتي من كونها ترسم صورة متكاملة لسياسة قطر الخارجية والداخلية، والتي تعبر عن رؤية عميقة لسمو الأمير وإلمام كامل ليس فقط بطبيعة وجذور المشكلات الاقليمية والدولية، وانما ايضا بتقديم خارطة طريق للحلول الممكنة وكيفية مواجهة هذه التحديات في المستقبل بما يحقق مصلحة الدول والشعوب وتعود بالخير على البشرية جمعاء.