16 سبتمبر 2025
تسجيلقد نواجه العديد من المواقف في حياتنا ونمر بمراحل مختلفة منها ما هو ايجابي ومنها ما هو سلبي. يمثلنا بعضها بينما قد نضطر لاتخاذ بعضها الآخر وتبنيه، فالضرورة قد تفرض علينا بعض ما لا نريده أحيانا. هناك مواقف مشرقة ومشرفة لا تنسى، وهناك مواقف مخزية تظل محفورة بالذاكرة، وأهم ما يجب علينا فعله غالبا هو ألا تمر هذه المواقف مرور الكرام ، بل علينا أن نتعلم منها. وقد يكون الموقف واحدا ولكن ردود الفعل تجاهه تختلف من شخص لآخر بحسب البيئة والتعليم والخبرة. ومن المعروف أن مواقف الرفض كثيرة ولا يكاد أحد لم يمر بها، فقد تواجه رفض طلب او معاملة أو عمل أو أشخاص، وفي كل الحالات يجب عليك أن تتقبل ذلك وتأخذ الرفض بمرونة تامة، فكل موقف رفض من هذا النوع يعتبر درسا من دروس الحياة ويضيف لنا الكثير. في حياتنا الكثير من الدروس الايجابية والتي تعتبر مثالية جدا في أسلوب التصرف والأمثلة أيضا كثيرة؛ في يوم من الأيام كان الحسن والحسين رضي الله عنهما يتوضآن فوجدا رجلا كبيرا في السن لا يحسن الوضوء، فكر الصغيران بطريقة مهذبة ليعلما الرجل الوضوء دون أن يخجل منهما، تقدم الحسن نحو الرجل الكبير وقال له "هذا أخي الحسين يقول أنه يتوضأ أحسن مني فاحكم أنت بيننا، توضأ الحسن فأحسن الوضوء، ففهم الرجل أنهما يحسنان الوضوء، ولكنهما أرادا أن يعلماه الوضوء بطريقة مهذبة، فأعاد الوضوء كما تعلمه الحسن والحسين. قد نمر بمواقف مختلفة منها التي تشعرنا بالفرح واخرى التي نشعر بالتحدي واخرى باليأس واخرى نشعر بالانجاز، ولكن يجب أن يكون لكل منا اسلوب في مواجهة المواقف المختلفة. فالحياة تعتبر سلسلة متصلة من المواقف المتغيرة وعلينا ان نعتاد على مواجهتها . ستمر بالكثير من المواقف وسوف تسمع الكثير عنك من السلبي والايجابي فتعلم كيف تتعامل مع ذلك كله، قد لا تحتفظ الذاكرة بالوجوه بقدر ما تحتفظ بالمواقف، إذا أردت أن تعرف الحقيقة فخذها من فم الموقف. ان المواقف هي وحدها التي تعيد ترتيب الأشخاص في حياتنا، والمواقف نفسها هي التي تلد الرجال، هناك مواقف لا تعود الحياة بعدها كما كانت من قبل واخرى تجعلك تضع حاجزا لا تستطيع تجاوزها أبدا. في بعض المواقف نحتاج للمواجهة للتأكد من حقيقتها وأخرى لا تستحق أن تضيع وقتك حتى بذكرها، مواقف مشرفة بطولية كالجندي الألماني الذي ضحى بحياته عندما قطع جزءا من الشبك لطفل ليلحق بوالده. قد تكون مواقف من أشخاص معرفتك بهم سطحية، نحن لا نعرف قيمة من حولنا الا في المواقف الحقيقية تلك التي تجعلنا نحتفظ بهم ربما لم نكن نلتفت لهم من قبل وربما نستغني عن آخرين كنا نتوقع منهم الكثير. أحيانا قد يكون حبنا لهم يجعلنا لا نرى حجم الكسور التي تسببوا بها ولكن قد يأتي موقف هو واحد ويكون كالقشة التي قصمت ظهر البعير الذي لا عودة بعده.. في رأيي تبدو المواقف كقوى الطبيعة التي تفرض سيطرتها باحكام، وأقسى المواقف قد تكشف مدى هشاشة بعض العلاقات، يقول المثل "ابحث عن النعمة في كل المواقف" ووحدها المواقف التي تعلمك من يحبك ويحب أن يراك بخير. أحيانا الأشخاص هم يعتبرون الموقف والاطمئنان والسكينة، هم القارب الذين تعبر بهم الى بر الأمان. وفي الطبيعة الطيور تأخذ موقفا ليكون لصالحها مثل الصقر الذي يظل محلقا لارتفاعات عالية الى أن يقل الاكسجين عن الغراب الذي فوقه فيضطر الغراب الى الهبوط عن ظهر الصقر. انما صنع التاريخ من المواقف، ومن الطبيعي أن يكون موقفك ناتجا من طريقة تفكيرك يقول فردمان" المواقف هي الشخصيات الحقيقية للكلام"، وهذا يعني أن هناك مواقف يُحرج الكلام بها فيسود الصمت، ليس ضعفا ولكنه ارتقاء، ختاما الحياة مليئة بمواقف مؤقتة تنتهي بحل دائم... وكل هذا بيني وبينكم.