24 سبتمبر 2025
تسجيليمثل البعد الإنساني، جانباً مهماً وأساسياً من جوانب السياسة الخارجية للدولة والدبلوماسية القطرية، إذ تشكل الأدوار الإنسانية الفاعلة التي قامت بها الدولة في الكثير من مناطق العالم نجدةً للمحتاجين وتخفيفاً من معاناة المتضررين من الأزمات والكوارث والحروب في أي مكان في العالم دون النظر إلى دين أو عرق أو لون أو مذهب، سمة مميزة وبارزة للسياسة الخارجية. وتضع دولة قطر القضايا المتعلقة بتعزيز التنمية المستدامة وتعزيز المساعدات الإنسانية في مناطق الحروب والنزاعات، إلى جانب دعم وترسيخ جهود تقليص الاحتياجات الإنسانية المتوقعة في الظروف الطارئة والمعقدة على رأس أولويات سياستها الخارجية، لذا كان من الطبيعي رد سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده أمس مع نظيره الإسباني، عندما سئل حول كلفة عمليات الإجلاء التي قامت بها الدولة من أفغانستان، حيث قال سعادته إن دولة قطر تعاملت مع إجلاء المدنيين من الأفغان والأجانب، من منظور إنساني، لأنها مسألة تتعلق بإنقاذ حياة الناس. ولعل أوضح ما أبرزته الأزمة الأفغانية وتطوراتها الجارية، كان الوجه الإنساني لدولة قطر، التي لم تتأخر في الاستجابة للوضع الطارئ في أفغانستان، حيث كانت حاضرة في عمليات الإجلاء لنقل المدنيين ورعايا الدول الصديقة وفي توفير الإقامة المؤقتة واستضافتهم قبل المغادرة الى وجهاتهم النهائية، وفي تسيير جسر جوي من المساعدات الإنسانية دعما للشعب الأفغاني، وفي إعادة تشغيل وفتح مطار كابول أمام نقل المساعدات والرحلات الدولية، وفي تيسيير التواصل بين كل الشركاء والأطراف المعنية بالملف الأفغاني. ولعل نماذج صغيرة مثل طالبات الروبوت الأفغانيات ولم شمل طفل نجا من تفجير مطار كابول بوالده في تورنتو بكندا، فقط، كافية لتعكس الصورة الباهرة للوجه الإنساني لدولة قطر.