29 أكتوبر 2025

تسجيل

تفاعلية الأزمنة وأثرها على الإنجاز

15 سبتمبر 2020

‎بين الماضي والحاضر والمستقبل علاقة تفاعلية تكاملية يمكن وصفها بأن الحاضر هو ابن الماضي وأب المستقبل، أي أن الحاضر تمخض من رحم قراراتنا السابقة وسينتج لنا مستقبلاً يحمل جينات كل ما نقرره اليوم. ‎ولعلي أورد هنا بعض الاقتباسات العلمية المدعمة لهذه النظرية، حيث يذكرنا الأستاذ نعمان عبدالغني والدكتورة لطيفة شرف الدين بأهمية الماضي ودوره المحوري لبناء المستقبل، حيث قالا: تحليل بيانات عن الماضي واتخاذ قرارات في الحاضر لبناء شيء في المستقبل، (كتاب الإدارة الرياضية). ‎ويقول روب ويلسون ومارك بيكارز في كتابهما أساسيات الإدارة الرياضية: "قد لا يزال بعض مدراء الرياضة والعديد من الطلاب الذين يدرسون الرياضة يكافحون لفهم الصلة الكاملة للتاريخ بالإدارة، بالنسبة لهم قد يبدو النظر إلى الماضي غير مجدٍ وفيه إلهاء عن اتخاذ القرار الفوري والمستقبلي، في الواقع يمكن قول العكس تماما، يجب استخدام الملخص السابق لما يتعلق بالماضي الجيد كأحد مبادئ بناء الإدارة الجيدة: التحليل النقدي للماضي، من أجل محاولة التعلم من الأخطاء والحوادث الماضية واتخاذ قرارات إدارية مستقبلية أفضل". ‎ومن هاتين المقولتين تتضح أهمية الاستفادة من أخطاء الماضي والوقوف عندها طويلا والبدء منها، ليست الأخطاء فحسب بل أيضا القرارات الصائبة التي ينبغي تعزيزها فلكل حقبة زمنية إيجابيات وسلبيات تستوجب دراسة متأنية ودقيقة لتعديل الأخطاء إن وجدت ودعم الممارسات الإيجابية، فمن الأخطاء الشائعة في عالم الإدارة الرياضية عدم إدراك أهمية الماضي وإغفال أهميته لاستشراف المستقبل واستخلاص عصارته من دروس وعبر لضمان عدم تكرار أخطائه في الحاضر والمستقبل. فالإدارة الرياضية التي تعمل على أسس صحيحة هي تلك التي تبدأ من حيث توقفت الإدارة السابقة، وليس من الصفر كما تفعل أغلب إدارات أنديتنا للأسف!، لذلك تجد غالبية الأندية في عالمنا العربي متذبذبة المستوى غير مستقرة على أجهزتها الإدارية والفنية بل وصل الأمر ببعض الأندية لاستبدال طواقمها الفنية أكثر من مرة في الموسم الواحد. ‎بعد هاتين المرحلتين، تأتي مرحلة بناء الأهداف المستقبلية والتي ينبغي أن تتسم بالمرونة والواقعية والالتزام للوصول للنتائج المرجوة، ويسهل ذلك من خلال تقسيم الأهداف إلى ثلاث فئات: أهداف قصيرة المدى مدتها موسم، ثم متوسطة المدى تقارب الخمس سنوات ثم بعيدة المدى على مستوى عقد من الزمن. ‎ختاماً: هناك تغييرات كبيرة على مستوى الأندية القطرية أتمنى أن تأخذ الإدارات الحالية هذه الملاحظات بعين الاعتبار وألا تقطع حبال التواصل مع الإدارات السابقة للأندية التي عملت لخدمتها لسنوات طويلة، من خلال الاستماع للإدارات السابقة والمشاكل التي عانوا منها طوال فترات إدارتهم والبدء من حيث انتهوا ليتم بناء خبرات تراكمية تخدم الأندية واللاعبين والرياضة والوطن بشكل عام. ‎د. سنيد بن سالم الدعيه ‎دكتوراه في الإدارة الرياضية ‎قسم التربية البدنية بجامعة قطر ‎‏[email protected]