10 سبتمبر 2025
تسجيلبعد إتمامنا لصلاة العشاء بعد توفيق من الله ومنّه.. كان هناك صّبي يقف بجوار والده بالصف الأمامي قد لا يتجاوز من العمر سبع سنوات، أو ما يقاربها من العمر، أدى هذا الصّبي الصلاة المفروضة معنا بتمامها. "صلاة النافلة" قالها الإمام " الله أكبر " صلى معنا الصّبي وقبل انتهاء الركعة الأولى بدأ الصّبي بمناداة والده بجملة " ابي الحمام " مع تكرارها !. انتهينا من الركعة الأولى فأتينا إلى الركعة الثانية والصّبي مازال يتحدث مع والده ومع انشغال الأب في الصلاة بدأ في قبض لباس الأب، ويعيد الحديث معه " أبي الحمام " !. والأب خاشعٌ في صلاته. " يُريد الأب أن يصلي النافلة ويتممها"!. فشهدتُ بما لم أتوقعه، عند الانتهاء من الركعة الثانية " السلام عليكم ورحمة الله " قالها الإمام. الأب ينهر ابنه " اشفيك " فأجاب الصّبي " ابي الحمام " الأب لم يعره أي اهتمام !!!. فقام ليكمل صلاة النافلة ! " الله أكبر " قالها الإمام فبدأ الصّبي في الركعة الأولى بضرب رجله في الأرض والقيام بتشبيك رجليه من الألم ببعضهما !!. الركعة الثانية الصّبي ينظر لأبيه. وبدأت دموع الصّبي تنزل من الألم، نعم بكى. ونظر لأبيه ودموعه تملأ عينيه، ويبدو أن الألم اشتد فخرج صوت الصّبي المكتوم بأنفاس البكاء. " السلام عليكم ورحمة الله " قالها الإمام الأب يقول للصّبي بغضب " اشفيك " فكررها الصّبي ابي الحمام ! الحمد لله هنا استجاب الأب ! وإن لم يستحب فقد كُنت متهيئاً للتدخل. يظن البعض أن شعيرة الإسلام وأداء واجباتها أهم من الإنسان وأداء حقوقه وإزاحة الأذى عن طريقه. فأصل الصلاة بعد أداء الطاعة لله عز وجل هي تهذيب للنفس وخضوعها للحق وتعليمها الخُلق الحسن والانصياع إلى أوامر الله عز وجل بطاعاته ونواهيه. فالدين لا يطالبنا بأن نؤخر مصالح البشر أو إزاحة خطر قد يصيب أحد الأشخاص بحجة اللحاق بأداء الشعيرة. فللأسف إلى اليوم نرى بعض المصلين عند سقوط مصلٍ يشاركهم الصف في الصلاة لسبب ما قد يكون لهبوط في السكر أو تفاقم مرض معين فإن أغلب المصلين يكون حرصهم في إتمام الصلاة وإن كانت في بدايتها!. وقد يكون هُناك حجر في الطريق قد يسبب خطرا على سائقي الطريق او المارة ويؤجل إزاحة الأذى بعد أن يتم صلاته ويعود. إن بعض الأحداث عند تركها قد تسبب أذى دائما على صاحبها، فهذا الصّبي قد يصاب بمرض مُعين من الاحتباس، الذي كان يُعاني منه، والأخطر ماذا لو لم يستطع هذا الصّبي الاستمرار في الاحتباس وقضى حاجته وهو بين المصلين ؟. لا أتحدث عن نجاسة المكان فيمكن تطهير المكان ولكن اتحدث عن الخلل النفسي الذي سيصيب هذا الصبي والتي قد لا تفارقة وتبقى عقدة له طول حياته!. فلنجعل كُل طاعة هي درس لنا في أخلاقنا وبيان تأثيرها علينا ودمجها في صفاتنا وتعاملاتنا. " أسأل الله أن يتقبل منا الصلاة، وإن كُنت في غالبها مُنشغلاً مع ألم هذا الصبي الذي صلى أمامي " أخيراً قال أصدق الخلق عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ( أحب الناس إلى اللّه أنفعهم، وأحب الأعمال إلى اللّه عز وجل، سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي ديناً، أو تطرد عنه جوعاً، ولئن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إليَّ من أن أعتكف في المسجد شهراً ). رواه الطبراني bosuodaa@