تونس تجني ثمار الديمقراطية

يتابع العالم العربي اليوم الجولة الاولى من الانتخابات الرئاسية في جمهورية تونس الشقيقة، التي تؤكد تعددية المرشحين فيها وصعوبة التنبؤ بنتائجها ان تونس في المسلك السليم للمضي قدما على طريق الممارسة الديمقراطية. وبعكس ما يصاحب الانتخابات الرئاسية في العديد من البلدان العربية، فقد أبهر التونسيون العالم بالمناظرات التي جرت بين المرشحين للرئاسة في الانتخابات التونسية وهي الثانية منذ 2011 بالاقتراع المباشر والحر في ظل المناخ الديمقراطي الذي تحياه تونس مهد الربيع العربي. لقد أثبت الشعب التونسي الشقيق قدرته على ممارسة الحرية والحفاظ على مكتسبات ثورته حيث لم تؤد وفاة الرئيس السبسي في شهر يوليو / تموز الماضي الى دخول البلاد في مرحلة عدم اليقين كما هو الحال مع موت رؤساء في المنطقة. وأثبتت كافة المؤسسات في تونس ان هناك احتراما للدستور ففي غضون شهر من الوفاة أدى رئيس مؤقت اليمين الدستورية، وتم الإعلان عن انتخابات رئاسية، تجرى جولتها الأولى اليوم، وعكست هذه الإجراءات التغيير الذي شهدته تونس في السنوات الثماني الأخيرة. وبغض النظر عن الفائز في الانتخابات الرئاسية ومن سيتأهل للجولة الثانية للانتخابات الشهر المقبل، فإن الفائز الاكبر والاول اليوم هو الشعب التونسي الشقيق الذي أكد قدرة العرب على ممارسة الديمقراطية وأنهم يستحقون الحرية واختيار من يقود بلادهم نحو تحقيق الازدهار والقضاء على التهميش والفقر والبطالة وغيرها من العوامل التي اندلعت بسببها أولى موجات الربيع العربي.