13 سبتمبر 2025
تسجيلعلى الرغم من تسارع دقات قلب العالم؛ بسبب الأحداث الخطيرة التي قررت خوض سباقها الأكبر مع الزمن؛ لتتدفق دون توقف: يمنحها فرصة حقيقية؛ كي تُفرغ ما في جعبتها من جهة، ويسمح للمتلقي بفرصة يلتقط فيها أنفاسه من جهة أخرى فيستوعب حقيقة ما يحدث ويدور من حوله؛ ليُبدي ردة فعل تليق بحجم الفعل الواقع على رأس الجميع، إلا أننا نجد منها تلك الأحداث ما يأخذ حيزاً كبيراً منا، يشغلنا وننشغل به فيصبح وبكل جدارة حديث المجالس، التي وإن انفضت إلا أن كل من سيخرج منها سيخرج بفائض يكفيه؛ كي ينشغل به ولفترة لا بأس بها من الزمن، (نعم) ستنتهي ولكنها لن تمرق بسهولة أبداً (حتى إن كان عمرها محدوداً)، فهي تلك التي ستبدو كمن أنجبت الحدث الذي سيُسطر ذاته على صدر التاريخ؛ كي تتوارثه الأجيال على مر العصور، ويكفي أن نذكر ما قد ذكرناه وإن لم نتطرق لها تلك الأحداث، التي يستطيع كل واحد منا تصنيفها كما يحب، وبحسب ما يراه مناسباً، فالهدف من ذكر كل ما قد ذُكر ليس الوقوف عليها تلك الأحداث، ولكن التذكير بأنها خطيرة لن تُنسى بسهولة وإن حسبنا ذلك، مما يعني أنها ستقبع في الذاكرة؛ كي نسترجعها، نُحللها، ونراجع ما كان منا فيها فلا يكون من جديد، والعبرة في تلك الكلمات الأخيرة.لقد بدأت مقالي بما قد جاد به قلمي، الذي لا يجد من الوقت ما يكفي؛ كي يُشارك فيه إما بفرحه أو بحزنه أو بحسب ما يقتضيه كل موقف يمثل من أمامنا، فالأحداث وكما ذكرت سريعة جداً، وإن وُجد منها ما سيعلق بالذاكرة، إلا أن الغالبية ستمر علينا بشكل خاطف كظل لا ندرك صاحبه، ولكننا نستطيع القول (بأنه قد كان هنا)، حتى ومتى قررنا خوض التفاصيل بإجراء البحث المناسب، تحولت الإضاءة لحادثة جديدة، مصيبتها أكبر، ووقعها أمر، وعمرها الافتراضي لا يسمح لنا بأن نتعرف على حقيقة ما قد كان؛ لخوض تفاصيله كما ذكرت آنفاً، والحق أنه ما يُثير الحزن؛ بسبب تخلف القلم عن مجاراة الأحداث، وهو ما لا يكون لنقص يعاني منه، ولكن لرغبته بتقديم عمل جيد يتناول الأمور من البداية وحتى النهاية، غير أنه ما لا يكون له؛ بسبب سرعة تدفق الأحداث، التي لا يقبلها العقل ولا يتقبلها، ولكنها تكون وتمضي رغم أنف الظروف؛ لتجد منا تلك الردود السريعة والعابرة جداً وإن لم تكن مُعبرة بما فيه الكفاية، وبشكلٍ يُرضينا متى عادت بنا الذاكرة إليها (تلك الردود) في وقت لاحق نأمل بألا يلحق بنا العار لمجرد أن نتذكر ما قد كان فعلاً. إن كل الأحداث التي تشغل العالم، تقع ويقع من خلفها الكثير ممن يمكن بأن نُعرفهم على أنهم (ضحايا)، وكل ضحية أياً كانت تلك الحادثة التي أوقعت بها بعد أن وقعت على رأسها لاشك تعاني، وتشعر بتكالب الظروف عليها وبشدة لدرجة أنها قد تستسلم وتُسلم أمرها بعد أن تتملكها مشاعر الضعف وقلة الحيلة، ويسكن أعماقها العجز بعد أن يحط اليأس بأقدامه القبيحة عليها حتى تصل كل تلك المشاعر السلبية إلى السطح، الذي سيبدو فارغاً من كل شيء سواه الخوف، والحق أن هذا الأخير لا حق له بأن يكون، ولن يفعل من الأصل إن تمتعت الروح بإيمان قوي يجعلها تتمسك وبكل ثبات بأبسط حقوقها ألا وهو (الأمل بأن الغد يحمل الأفضل) الذي سيكون متى كانت المقاومة الصحيحة لكل الظروف، التي تُعد وفي كل حالاتها (مجرد اختبار) يختبر صبرنا، ويحسب لنا قدرتنا على التحمل، وكل ما من شأنه كشف ما نحن عليه، وما نتمتع به، وما يعيشه بعضنا من ألم نشهده ونشهد عليه، لا يُطالبنا بالإشفاق عليهم فحسب، ولكن الاستعداد لغدٍ ستنقلب فيه الأدوار، التي ما أن تُجبرنا على خوض تجارب جديدة حتى نقابلها بمعالجة تدل على إدراكنا لحقيقة ما ستكون عليه الأمور، وبعزم يُثبته الإيمان بذاك الأمل الذي عاش به وعليه من قبلنا، وسيفعل الأمر ذاته من سيعقبنا، ألا وهو (الأمل بأن الغد يحمل الأفضل) بإذن الله تعالى، فعش على هذا الأمل، ولا تخف من أي شيء؛ لأن كل ما حولنا يحدث ويكون بأمر الله، وحين يكون الأمر بيده وحده فلا حق لأي خوف بأن يكون.