قطر والتحديات الإقليمية

تعكس اللقاءات السياسية التي شهدتها الدوحة أمس اهتماما قطريا بالتشاور والتنسيق حيال قضايا المنطقة والتحديات الامنية والاستراتيجية التي يواجهها العالم العربي انطلاقا من المسؤولية التي تستشعرها الدوحة في هذه المرحلة العصيبة من تاريخ أمتنا.فخلال زيارته للدوحة وبعد مباحثاته أكد رئيس وزراء لبنان تمام سلام أهمية الدور الذي تقوم به دولة قطر فيما يتعلق بسعي حكومته لتحقيق الاستقرار في هذا البلد وتجنيب لبنان المزيد من الانقسام خاصة فيما يتعلق بتداعيات الازمة السورية وانعكاسها على أمن لبنان واستقراره.وغني عن القول ما يمر به لبنان في الوقت الراهن جراء أوضاع مضطربة تكونت في المنطقة وتركت آثارها على لبنان الذي لم يستطع الحفاظ على سياسة النأي بالنفس التي أعلنها في بداية الازمة السورية بسبب انخراط حزب الله اللبناني في القتال الى جانب النظام السوري، فضلا عن قضية اللاجئين السوريين ومتطلبات هذا الوضع الصعب الذي يحتاج للمساعدة ومد يد العون للتخفيف من معاناة هؤلاء اللاجئين ومعالجة أوضاعهم وتعزيز دور لبنان في هذا الصدد وهي التحديات التي تعاطت معها الدوحة بإيجابية واهتمام.ولم يفت رئيس الوزراء اللبناني التأكيد على اهمية المساعي التي تقوم بها الدبلوماسية القطرية لحلحلة قضية الجنود المخطوفين اللبنانيين الذين يحتجزهم تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام "داعش"، حيث طلب لبنان وساطة قطر تيمنا بالنجاحات التي حققتها الدبلوماسية القطرية والتي أثمرت اطلاق سراح عدد من المخطوفين اللبنانيين، حيث عبرت القيادة السياسية في الدوحة عن اهتمام دولة قطر وترحيبها بالمساعدة للتوصل الى حل لهذه الازمة التي يجري حلها في إطار من التكتم وبالوسائل المتاحة.هذا الاهتمام القطري بقضايا المنطقة خاصة الازمة السورية هو ذاته محور المباحثات التي يجريها فخامة الرئيس التركي رجب طيب اردوغان خلال زيارته الحالية للدوحة، العاصمة العربية الاولى التي اختارها اردوغان للقيام بزيارتها في مستهل رئاسته للجمهورية التركية وهو ما يعكس حرص انقرة على الاستماع للدوحة، استمرارا للتشاور السياسي والتنسيق بين البلدين لمواجهة ما يعتري المنطقة من تحديات.