ماذا فعل الحمقى بنا؟؟!!

لاشك أن الحماقة تجر على صاحبها مشاكل كثيرة قد يكون أمرها هينا إذا اقتصرت عليه شخصيا أو كان أثرها محدودا ليس له موقع في مجال المسئولية ولكن كم هي كارثة إذا صدرت من مسئول كبير بيده مصير شعوب أو مصلحة أمة ومقدراتها ومكتسباتها الاقتصادية أو الاجتماعية أو السياسية وكان مستشاروه لا يقلون حمقاً عنه أو يكذبون عليه كعادة بطانة السوء في عالمنا العربي؟؟والتاريخ العربي حافل بذلك يسجل في ذاكرته حماقات كثيرة جلبت للعالم العربي أو الإسلامي الخراب والدمار والتخلف والتبعية ووجد فيها أعداء الأمة ضالتهم، كما بقينا لسنين نقول ذلك واتضح فيها إن أبناءها هم أعداؤها الحقيقيون وهم من خربوا بيوتهم بأيديهم وعلقوا ذلك على شماعة الاستعمار الذي بعد أن رحل بفضل حماقاتهم المتتالية أتوا به من جديد وهم يعلمون بأن جُله مساوئ وخراب ودمار، فالعرب لم يتعلموا من تجاربهم الكثيرة ولم يأخذوا من حماقات أسلافهم العِبر والدروس وإنها لاتجر إلا الويلات والمصائب الجِسام لهم وأكبر دليل العراق العظيم؟؟ فبعد حماقة بوش وكذبته الكبرى خُرب العراق عن بكرة أبيه وسُرق كل شيء فيه حتى تاريخه وإرثه الثقافي ومُزق شر تمزيق وحُرم شعبه من خيراته ونفطه الكفيل بأن يجعل العراقي يعيش ملكا ولولا اجتياح دولة الكويت الشقيقة لاحتفظت الأمة العربية بصدام حسين الذي برغم أخطائه إلا انه اتضح لنا جليا إنه كان يحفظ توازنا في المنطقة اختل بعد رحيله؟؟ وكم عزيز قوم بعده ذُل في العراق وأخذ يردد قول الشاعر: (ولاتأسفن على غدر الزمان لطالما رقصت على جثث الأسود كلاب) واستحكمت به دول الجوار التي لم تكن تقوى عليه بوجود صدام؟؟كذلك حماقة القذافي في مقاتلة شعبه وضربهم بمختلف الأسلحة ولو لم يتدخل شرفاء الأمة لنصرتهم مع المجتمع الدولي لجر حمقه عليهم الويلات، كذلك فعل صالح بشعبه ولولا نار الدنيا التي حرقته قبل الآخرة لفعل بهم الكثير وكان أقلهم حماقة بن علي الذي هرب وقدم لتونس وشعبها أفضل خدمة بهروبه لم يقدمها طيلة فترة حكمة لهم فلم تكن له أضرار سوى اقتصادياً وأمرها هين حتى حسني مبارك برغم مساوءة والظروف لم تخدمه كانت حماقته محدودة ماعدا الإرث الفسادي الكبير الذي تركه؟؟ وأتت الحماقة أو المصيبة الكبرى من بشار السوء الذي لم يتعلم من تجارب ابيه إلا القتل والسحل لشعبه وشاطره بل فاقه إجراما فالذي فعله أبيه في حماه لايساوي شيئا أمام الإجرام والإبادة الجماعية لشعبه؟؟ فلم يكتف بضربهم بمختلف الأسلحة الثقيلة ووتيرة القتل اليومي فضربهم بالكيماوي مرتكباً حماقة كبرى يريد أن يبيدهم ومن ثم يحكم أشباح وشياطين مثله وكما قالوا رب ضارةٌ نافعة؟؟ فصحى المجتمع الدولي من نومه بعد سبات عميق خوفا على اسرائيل من الكيماوي وهو الذي كان يتفرج على مآسي الشعب السوري ويتحجج بحجج واهية وهي معروفة منها بأن تسليح المعارضة سوف يؤدي لوقوع الأسلحة بأيدي جماعات جهادية؟؟ وهاهو الأحمق سوف يتعرض لضربات موجعة في الأيام القادمة ربما تؤدي للخلاص من شره إلى الأبد لولا دهاء الروس ومكرهم المعروف وإن حدثه فهي أقل الضررين كما قال الأزهر عندما قدم غطاء ديني لعزل مرسي المنتخب والذي أدى قرار عزله إلى جر البلاد لحماقة نسأل الله العافية لمصر وشعبها، وآخر الكلام هل نكتفي بهذه الحماقات التي كلفت الكثير ونستخلص منها الدروس والعبر أم نبقى كعادتنا لانتعلم من تجاربنا فمن أحمق إلى أحمق، كما قالوا قديما لكل داء دواء يستطب به إلا الحماقة أعيت من يداويها؟؟!!