"المسؤول" محاسب عن إهدار طاقات الوطن

الجميع يتساءل عن إعلان قانون الموارد البشرية الجديد، بالإضافة للهياكل الوزارية، ويتطلع الجميع إلى أن يتم الإعلان عنها في القريب العاجل، خاصة أن هناك رسائل تنتشر بين الحين والآخر عبر الواتس اب والأجهزة الحديثة عن بعض الأخبار المتعلقة بها، ولكن دون معرفة مصدرها، وهو ما يُقلل من أهميتها بالنسبة للجميع، لعلمهم بأن الجهة المخوّلة هي من سيعلن عنها في موعدها المناسب، أو من مصدر موثوق عبر القنوات الرسمية ووسائل الإعلام المعتمدة. جميع منتسبي القطاع الحكومي من قيادات وموظفين يترقبونها على أحر من الجمر، والأمر يبدو جليا على تقاسيم الوجوه صباحا وحتى في آخر فترات العمل، فكل الأمور معلّقة حتى موعد الإعلان! وكلما حاول أي موظف القيام بعمله يتم إخباره بتأجيل الموضوع دون إيضاح الأسباب!! وعند طرح قضية لتطوير العمل وتجاوز العقبات يتم الإبلاغ بأن التطوير موجود ولا نحتاج إلى خطتك التي وضعتها... ويعلم الجميع بأن الكمال لله وحده، وأنه لا يوجد عمل متكامل بل هناك نواقص لكل عمل، ولكن يجب العمل على وضع الخطط مع بداية كل موسم، وفي آخره يجب عقد اجتماعات لمحاولة تقييم الوضع ودراسته من كل الجوانب، هل تم العمل بشكله الذي وُضع له؟ وما هي أهم الأعمال التي تمت في وقتها؟ ولماذا تأخرت بعض المشاريع عن موعدها المقرر لها؟ والأهم بعد كل ذلك: ما هي أبرز المعوقات التي يجب معالجتها ووضع الحلول المناسبة لها؟ هذا هو المطلوب والذي من المفترض أن يسعى إليه الجميع، لبناء دولة المؤسسات التي تخدم القطاع الذي أُنشئت من أجله. للأسف وبكل صراحة، أن معظم القطاعات الحكومية لديها موظفون قطريون شباب يملكون العزيمة والكفاءة وحب العمل، وبإمكانهم القيام بمحاولة تحديد أهم المعوقات، وبمقدورهم أيضا العمل على وضع الحلول المناسبة لها، ولكن للأسف الشديد لا تتاح لهم الفرصة لإثبات أنفسهم وحماسهم لخدمة جهة عملهم والنهوض بها، وأنا أعتبر ذلك إهدارا لطاقات الوطن، لا تقل أهمية عن إهدار أي مصدر دخل للدولة. أتمنى من جميع المسؤولين والقيادات إتاحة الفرصة للكفاءات الشابة التي تطمح لتقديم أفضل ما لديها من طاقات للجهة التي يعملون بها، وسيكون الرابح الأكبر "الوطن" والجهة التي يعملون بها ثانيا، وطبعا دعم المسؤول الذي قام بدعمه له الفضل بعد الله في ذلك، ومن صميم عمل ذلك المسؤول أو ذاك إبراز الكفاءات القطرية الشابة، ومن هذا المنطلق تجب محاسبة كل مسؤول أهدر طاقات الوطن الشابة، وذلك في عدم استغلالها الاستغلال الأفضل.