10 سبتمبر 2025

تسجيل

القليل من التوتر لا يضر

15 أغسطس 2023

‏في كل يوم نفعل جميع أنواع الأنشطة ونذهب إلى كل الأماكن الممكنة، حتى نُبعد عنا التوتر والقلق. نتمرن صباحاً ونذهب إلى السينما أو نخرج للعشاء مساءً، كي نريح أنفسنا وعقولنا، ونحافظ على صحتنا النفسية بعيداً عن الاكتئاب والقلق والتوتر، ‏ولكن في الحقيقة القليل من التوتر لن ولا يضر. ‏وللتوضيح أكثر، يجب أن نفرق أولاً ما بين التوتر والقلق. التوتر هو مشاعر وردة فعل لخطر نشعر به في محيطنا، وهو وقتي لا يُفعّل إلا عبر أحداث مؤقتة، تقع فتُسبب التوتر للإنسان، كأن يكون المرء في طريقه إلى العمل ويعلق في زحمة المرور فيتوتر لأنه سيتأخر على اجتماعه مع المدير. ‏أما القلق فهو الشعور بالتوتر بشكل متكرر. هو شعور داخلي قد ينشط حتى وإن لم يحدث حولنا ما يُحرك هذا الشعور في داخلنا. وفي كثير من الأحيان يكون القلق هو نتيجة تكرار الشعور بالتوتر. فينشأ عندما يحدث للإنسان ما يسبب له التوتر ولا يعرف كيف يتعامل مع هذا التوتر، فيتحول التوتر مع الوقت إلى قلق، يصيب الإنسان حتى وإن لم يحدث له الشيء الذي يوتره في يومه. ‏ومن هنا وبعد تعريفنا والتفرقة ما بين التوتر والقلق، يُمكن القول بأن القليل من التوتر لا يضر بل يُمكن أن يكون هو الدافع إلى العمل والسعي وراء ما نريد في الحياة. ‏القليل من التوتر جيد، مثل التوتر الذي يصيب العضلة عندما نمرنها، هذا التوتر العضلي هو ما يجعلها تكبر وتشد وتتطور مع الوقت. هذا النوع من التوتر مفيد، وكذلك أنواع التوتر الأخرى التي أقصدها، مثل انسان يشعر بالتوتر لأنه يظن بأن أحدا ما سيقوم بفكرة مشروعه قبله، فيعمل على مشروعه بشكل أسرع حتى لا يسبقه احد إليه أو كأن يقوم الفرد بعمل متقن كي يُعجب به المدير و يترقى في الوظيفة. هذا هو التوتر المحمود.. بل أكثر من ذلك! القليل من التوتر قد يطيل ويحفظ عمر الإنسان كما أثبتت بعض الدراسات، حيث إن الشخص المتوتر «قليلاً» سيعيش حياة أطول لأنه لن يكون ضحية عدم اهتمامه أو عدم توتره، و لن يضع نفسه أمام المخاطر وفي المواقف الصعبة، لأنه سيفكر في العواقب بعكس الأشخاص الذين لا يبالون أو يهتمون بما يحدث لهم أو حولهم. وتجدر الإشارة بأنه في حين أن الشخص المتوتر قد يطيل من عمره فإن الشخص القلق قد تكون جودة وطول حياته أقصر بسبب قلقه الذي يمنعه من عيش حياته بشكل كامل! ‏فلا تكن قلقاً يا أيها الإنسان! لا تقتل نفسك أو تقصر من عمرك عبر التفكير الزائد والشعور بالذنب! كن شخصا متوتار، ولكن ليس بشكل متواتر! اجعل توترك ايجابيا واستخدمه لمصلحتك! اجعله ميزة في حياتك وقيمة لها! دع توترك يقودك إلى ما تريد فعله في الحياة.. واجعله يحقق أحلامك ومن ثم اشكره عليها! اجعل التوتر عبداً لك لا معبودك وانعم بحياتك!