19 سبتمبر 2025

تسجيل

الأقصى.. وعاصفة التهويد

15 أغسطس 2016

لم تعد ممارسات الاحتلال الاسرائيلي وخططه المستفزة لتهويد القدس الشرقية، والأخطر من ذلك أعماله العدائية تجاه الأقصى خافية على العيان، كما لم تعد تمر تحت الحزام كما عهدناه في السابق. لقد باتت هذه "التصرفات الآثمة والاستفزازية" كما وصفها سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، وزير الخارجية، في تغريدة على تويتر أمس، مثار قلق جدي وحقيقي، ودولة قطر تدين وتستنكر بشدة استمرار هذه الممارسات العدائية بحق المسجد الأقصى، وتؤكد على أنه "يجب على إسرائيل وضع حد لتصرفاتها هذه". بالأمس أقدم عشرات المستوطنين ـ استجابة للدعوات التي أطلقتها الجمعيات والمنظمات اليهودية المتطرفة ـ على تنفيذ عمليات اقتحام واسعة ومتتالية لباحات المسجد الأقصى، في ذكرى ما يسمى بـ "خراب الهيكل"، تحت حراسة وحماية مشددة من قوات الاحتلال، التي فرضت طوقا عسكريا وإغلاقا محكما على محيط وبوابات البلدة القديمة، ونشرت الآلاف من عناصر الشرطة والوحدات الخاصة في أزقة البلدة القديمة، وشوارع البلدات والأحياء العربية في القدس المحتلة، في إشارة واضحة على وجود نية مبيتة لتفجير الأوضاع في القدس. الأقصى "خط أحمر" والمساس به لن يمر مرور الكرام، ونحن فيما يبدو أمام إعادة احتلال له بالقوة كما حدث عام 1967، وإنْ كان في إطار جديد وتحت مظلة جديدة أشد عنفا وتطرفا. والحقيقة الغائبة تماما أو جزئيا عن أذهان المتطرفين اليهود الذين يعميهم التعصب والتطرف عن الحقائق التاريخية على الأرض، وحساسية المقدسات الدينية للشعب الفلسطيني والإسلامي عموما؛ أن أي مساس بالأقصى سيشعل الأرض، ويزلزل المنطقة زلزالا لا يمكن توقع عواقبه.