11 سبتمبر 2025

تسجيل

لا شيء يمكنه التفوق على هذا النوع من الحب...

15 أغسطس 2015

حين يتعلق الأمر بالعائلة أي تلك الرقعة الخاصة جداً والقريبة من قلب كل إنسان منا تفقد الكلمات عقلها، وتفر منا بعيداً دون أن نتمكن من الإمساك بها؛ لنرتبها كما يجب، ونُكون منها جملة واحدة تُعبر عن حقيقة ما نشعر به ويخصها تلك الرقعة، فبالنسبة لنا الأمر يرتبط بذكريات عديدة لا تلخصها الكلمات حتى وإن أردنا ذلك وبشدة؛ لنعيش لحظات رائعة تختزل كل اللحظات الجميلة التي نغرق وسطها مع مجموعة من الذكريات التي نخرج منها بابتسامة عريضة ندرك ما تخفيه وإن لم يتمكن غيرنا من فعل ذلك، فينتهي الأمر عند ذاك الحد دون أن ندرك ما يجدر بنا قوله ويليق بأن نبدأ به حديثنا، الذي يتعلق ويدور حول العائلة، التي تُعد كوطن لا يمكننا التخلي عنه، أو العيش بعيداً عن حدوده، ففيه الأمن والأمان، ومعه ندرك معنى السعادة الحقيقية، التي تتغلب على كل المشكلات المتوقع نشوبها بين الأفراد ممن يُرجعهم الحنين إلى أرض الصواب متى ابتعدوا؛ بسبب مشكلة ما سبق لها وأن فرقت بينهم وفي فترة من الفترات. حين تتردد كلمة "عائلة" يرق القلب، ويتصل بالعقل؛ ليفرز ما فيه من ذكريات يستعرضها فتنهمر تلك الدموع الدافئة، التي تأنس بها الروح، وتشعر بدفء ما قد كان، فنُسلم ودون وعي منا لأول ردة فعل يمكن بأن تطل علينا حينها، ألا وهي رغبة نبذ كل ما قد كان بيننا من خصام لن نجد له أي مُبرر يمكن بأن يتصدى لنا فيمنعنا من التواصل مع من نحب، ممن قد نختلف معهم ولكننا لا نجد منهم سواه القبول، نخاصمهم ولكننا لا ندرك منهم سواه التسامح، نغضب ونثور من تصرفاتهم ولكننا لا ولن نجد من يتقبلنا سواهم؛ لأنهم وبكل اختصار من عرفناهم باسم العائلة، التي لا يمكن بأن ندرك للحياة طعماً دونها ودونهم. أحبتي: إن حديثنا اليوم عن أهم رقعة في حياة أي إنسان منا ألا وهي العائلة التي وكما ذكرت آنفاً بأننا قد نختلف مع بعض أفرادها، ولكننا لا نستطيع العيش دونهم، ومهما كان حجم الصراع الذي نخوضه كبيراً إلا أن ذلك لا يعني أنه سيفرض علينا فراقاً أبدياً، فالأمر يتعلق بقدرتنا على معالجة الأمور على خير وجه يسمح للأمور بأن تعود إلى صوابها فنعود كما كنا أيضاً، وبالحديث عن عودة الأمور إلى صوابها فلاشك أننا نتحدث عن طرق مختلفة يعتمدها كل واحد منا؛ كي يحافظ على علاقته بمن يحب كما يجب، وهو ما يمكن بأن ندركه من خلالكم أيها الأحبة، وعن طريق تجاربكم المختلفة التي ومما لاشك فيه ستضيف لحصيلة الزاوية الثالثة الكثير بإذن الله تعالى، وعليه إليكم ما هو لكم أصلاً. من همسات الزاوية ما يربطك بمن تحب ليس حبلاً، ولكنه حباً يقربك منه وإليه حتى وإن حالت الظروف الصعبة بكل ما تحمله في جوفها من عقبات وعوائق، فهي تلك التي لن تتمكن من الصمود أبداً، إذ سيجبرها الخجل على الابتعاد عنك؛ كي تتابع حياتك كما تحب ومن تحب، وعليه تذكر الحب الذي يجمعك بالآخرين كل الوقت، وحافظ عليه جيداً؛ كي يصمد أكثر، وتحظى بأجمل ما سيكون منه وفيه.