27 أكتوبر 2025
تسجيللقد جعل الله تعالى المودة والرحمة في قلوب الأزواج لتدوم الحياة بينهما ولتتحقق في المجتمعات غايات الزواج من السكينة والسعادة والراحة ومن ثم الاستقرار وبناء المجتمعات القويمة فقال عز من قائل (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة ). فهذا هو الأصل في الحياة الزوجية، وهذا مايضفي السعادة والحياة الهانئة على الأسر، ولكن حين تختل المعايير وتختلف المقاييس فإن كل ذلك يتحول إلى معاناة وخلافات ومحاولات لتنغيص العيش وتسجيل مواقف سلبية من كلا الطرفين حتى تتحول الحياة إلى ما يشبه حلبة المصارعة، والرابح فيها من يردي خصمه جولة بعد جولة، متناسياً أن الحياة يمكنها أن تكون جنة بدلاً من الجحيم. يغفل الكثير من الناس عن النعمة العظيمة التي وهبها الله تعالى للأزواج الصالحين من السعادة والاستقرار ومشاركة القرارات وتقاسم الأشغال حتى الأعباء فيما بينهما، وما يحمله ذلك من متعة وسعادة غامرة لا يعلمها إلا من عاشها وجربها، والمحروم حقاً هو من يحاول أن يتجاهل ذلك أو لا يعي معاني الزواج الجميلة الراقية والتي تجعل من شخصين منفصلين إنساناً واحداً بجسدين، يجمع بينهما الحب والتفاهم والمشاركة بكل تفاصيل الحياة، حتى يصل كل منهما لقناعة تامة بأن الحياة دون الطرف الآخر مستحيلة، وبأنني حين أرضي الله تعالى بإكرام وإسعاد الطرف الآخر فإن الله تعالى لابد أن يكافئني بالرضا والقناعة والسعادة وراحة البال التي لا يمكن أن أجدها في أي مكان آخر. لذا فالعاقل هو الذي يبحث جاهداً عن كل إيجابيات شريك حياته ويتجاهل سلبياته ويتجاوز عن عثراته وزلاته، لأنه ببساطة شديدة غير كامل، فمن كان كاملاً فليطلب الكمال..ولاشك أن أياً منا لم يبلغ حد الكمال فكيف يبحث عن شريك كامل والنقص سمة البشر. إذاً فليعد كل من جهل قيمة الحياة الزوجية القويمة حساباته ولينظر حوله لعل قصة أو عبرة أو ذكرى جميلة تعيد لقلبه نبضاً قد توقف، أو لعل زمن شريح وزينب يأخذه إلى أيامه الجميلة... ومضة: قال شريح: تزوجت امرأةً من بني تميم يقال لها (زينب) فصحبتني ثم هلكت قبلي. قال: فوددت أني قاسمتها عمري أو مت أنا وهي في يوم واحد.ثم قال:رأيت رجالاً يضربون نساءهم فشلت يميني يوم أضرب زينبا..قال أحدهم معلقاً: ليت في عصرنا زينبات مثل زوجة شريح. فقالت إحداهن معقبة: وليت هناك رجلا مثل شريح، عنده حسن العهد. رحمهما الله وجعل في زماننا الكثير من شريح والكثير من زينب.