قطر وتركيا

تقدم الشراكة الإستراتيجية بين دولة قطر وجمهورية تركيا الشقيقة، نموذجاً متقدماً للعلاقات والاخوة بين الأشقاء، حيث أظهرت الأيام والتحديات التي تعرض لها كلا البلدين المعدن الأصيل للدولتين، وللعلاقات الإستراتيجية التي تربط بينهما. ومع حلول الذكرى الخامسة للمحاولة الانقلابية الفاشلة في تركيا، التي تصدى لها الشعب التركي الأعزل، إلاّ من إيمانه بمكتسباته الديمقراطية، ورفضه لأي تسلط على إرادته، واستعداده للتضحية بحياته لحماية دولته، يعود إلى الأذهان الدعم القوي الذي قدمته دولة قطر للحكومة التركية المنتخبة، حيث عبرت قطر بأوضح العبارات عن إدانتها، ورد فعلها القوي ضد محاولة الانقلاب العسكري، كما يقف شامخاً موقف حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، والمبادرة الكبيرة التي قام بها سموه منذ اللحظات الأولى للمحاولة الانقلابية، بالاتصال هاتفيا بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ليصبح أول زعيم في العالم يعبر عن دعمه لتركيا وقيادتها الشرعية المنتخبة ووقوفه إلى جانب الحق. وليس هناك من شك، في أن العلاقات الراسخة والإستراتيجية بين دولة قطر وجمهورية تركيا، تعرضت للاختبار أكثر من مرة، لكنها في كل مرة، بدلا من أن تكون محنة، كانت فرصة لتعزيز العلاقات الثنائية والشراكة بين البلدين في كل المجالات وعلى كل المستويات.. وهي علاقات أثبتت الأيام أن الأزمات والتحديات المختلفة لا تزيدها، إلاّ قوة ومتانة ورسوخا. وما يجمع بين قطر وتركيا أنهما لا تساومان في سيادتهما وفي المواقف والمبادئ المتعلقة بالوقوف الى جانب الحق والعدل الذي يحقق مصالح الشعوب، وفي دعم الأمن والسلام والاستقرار الإقليمي والدولي، الأمر الذي يجعل للبلدين مواقف متشابهة، بشأن العديد من القضايا السياسية والأمنية في المنطقة والعالم.