12 سبتمبر 2025
تسجيللم تعد إلا ساعات محدودات على رحيل شهر قال الله عنه: "أياما معدودات " مرت سريعة كأنها طيف منام، شهر اقتربت القلوب من ربها، وتضرعت الأبدان إلى باريها راجية رحمته ومغفرته وعفوه، في شهر أخفى الله تحديد الأجر لفضله، فالصوم لله وهو الكريم يجزي عنه، الان يرحل الشهر سريعا:رمضانُ ما لك تلفظ ُ الأنفاسا ** أولمْ تكنْ في أُفْقِنا نبراسالطفاً رويدَك بالقلوب فقد سَمَتْ ** واستأنستْ بجلالِك استئناساأتغيبُ عن مُهَجٍ تجلّك بعدما ** أحيا بك الله الكريمُ أُناسافلكلّ نفسٍ في وداعك آهةٌ ** والعينُ تدمعُ والحُشَاشَةُ تاسىاسمع وداعَك في نشيجِ مُشيِّع ٍ ** ولَظى فراقِك يُلهِبُ الإحساسانسمع الوداع منك يا شهر الخير، الفؤاد مضطرب، والعقل حائر، والعين باكية، حتى المساجد يا شهر الصيام نسمع لها أنينا على رحيلك:الرُّوْحُ تَنْدُبُ وَالْفُؤَادُ يَذُوْبُ ** وَالدَّمْعُ مِنْ أَلَمِ الْجَوَى مَسْكُوْبُتِلْكَ الْمَسَاجِدُ وَالْمَآذِنُ تَشْتَكِيْ ** أَلَمَ الْفِرَاقِ وَقَلْبُهَا مَقْلُوْبُقَسَمَاتُ وَجْهِيْ قَدْ تَغَيَّرَ حَالُهَا ** وَسَوَادُ شَعْرِيْ قََدْ عَلاَهُ مَشِيْبُوَعِظَامُ جِسْمِيْ قَدْ تَوَانَى عَزْمُهَا ** أَمَّا الْتِهَابُ مَفَاصِلِيْ فَرَهِيْبُكَمْ مِنْ شُيُوْخٍ فِي انْتِظَارِ لِقَائِكُمْ ** مَاتُوا وَفَاتَ الْحِرْصُ وَالتَّرْتِيْبُوَلَكَمْ شَبَابٍ فِي انْتِظَارِكَ زَارَهُمْ ** رَيْبُ الْمَنُوْنِ فَحَظُّهُمْ مَنْكُوْبُلا نملك يا شهر الخير والإحسان أن نوقفك، لا نملك أن نعطل مسيرتك، لا نملك إلا التسليم للقضاء، والبكاء على تقصيرنا في حق ما مضى من أيام:دَمْعٌ تَنَاثَرَ بَلْ قُلْ مُسْبِلٌ هَطِلُ ** وَالْقَلْبُ مِنْ حَسْرَةٍ مُسْتَوْحِشٌ وَجِلُوَدِّعْ حَبِيْبَكَ شَهْرَ الصَّوْمِ شَهْرَ تُقًى ** وَهَلْ تُطِيْقُ وَدَاعًا أَيُّهَا الرَّجُلُشَهْرٌ حَبَاهُ إِلَهُ الْعَرْشِ مَكْرُمَةً ** فَيَرْحَمُ اللهُ مَنْ ضَاقَتْ بِهِ السُّبُلُوَفِيهِ مَغْفِرَةٌ لِلتَّائِبِينَ وَمَنْ ** زَلَّتْ بِهِ قَدَمٌ حَافٍ وَمُنْتَعِلُوَالْعِتْقُ مِنْ شُعْلَةِ النِّيرَانِ مَكْرُمَةٌ ** لِمَنْ يَمُدُّ يَدًاً يَدْعُو وَيَبْتَهِلُهُوَ الرَّؤُوفُ بِنَا هَلْ خَابَ ذُو أَمَلٍ ** يَدْعُو رَحِيمًا بِقَلْبٍ ذَلَّهُ الْخَجَلُسُبْحَانَهُ يَدُهُ مَمْدُودَةٌ كَرَمًا ** وَيَشْهَدُ اللَّيْلُ وَالإِصْبَاحُ وَالأُصُلُشَهْرُ الدُّعَاءِ هَلِ الأَقْدَارُ تَجْمَعُنَا ** أَمِ اللِّقَاءُ سَيَأْتِي قَبْلَهُ الأَجَلُفَكَمْ تَمَنَّى أُنَاسٌ صَاحِ رُؤْيَتَكُمْ ** فَحَالَ مِنْ دُونِهَا مُسْتَفْحِلٌ عَجِلُفَاللهُ أَعْطَاكَ مِنْ إِفْضَالِهِ مِنَنًا ** فَأَنْتَ أَفْضَلُ مِنْ أَنْدَادِكَ الأُوَلُوَفِيْكَ يَا سَيِّدِيْ الْخَيْرَاتُ فَائِضَةٌ ** دُنْيَا وَدِيْنًا وَفِيْكَ الْجُوْدُ مُكْتَمِلُشَهْرٌ تَنَزَّلُ أَمْلاَكُ السَّمَاءِ بِهِ ** إِلِى صَبِيْحَتِهِ لَمْ تُثْنِهَا الْعِلَلُفَلَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ لَوْ ظَفِرْتَ بِهَا ** مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ وَأَجْرٌ مَا لَهُ مَثَلُوَدِّعْ حَبِيْبَكَ شَهْرَ الذِّكْرِ لَيْسَ لَهُ ** نِدٌّ سَيَبْقَى فَطُوبَى لِلأُلَى بَذَلُواوَدَاعًا حَلِيْفَ الدُّعَا وَالْقُنُوْتِ ** وَشَهْرَ الْقِيَامِ وَنَفْحِ السَّحَرْفَدَمْعِي عَلَى الْخَدِّ مُسْتَرْسِلٌ ** وَمِنْ أَجْلِ بُعْدِكَ قَلْبِي انْفَطَرْفَهَلْ نَلْتَقِيْ يَاحَلِيْفَ الصَّلاحِ ** وَهَلْ عَوْدَةٌ أَمْ سَيَأْبَى الْقَدَرْوَهَلْ رَجْعَةٌ لِلَّيَالِي الْمِلاحِ ** فنَقْرَأَ فِيْ مُنْتَدَاكَ السُّوَرْوَنَدْعُو الإِلَهَ بِقَلْبٍ خَشُوْعٍ ** تَسَرْبَلَ بِالذَّنْبِ حَتَّى اسْتَتَرْلَيَالِيْكَ بِالنُّوْرِ قَدْ أَشْرَقَتْ ** نَهَارُكَ يَزْهُوْ بِوَجْهٍ أَغَرْإِلهِيْ فَإِنِّيْ أُوَدِّعُ خِلاًّ ** بِدَمْعٍ غَزِيرٍ يُضَاهِي الْمَطَرْفَجُدْ لِي بِعَفْوٍ فَأَنْتَ كَرِيْمٌ ** وَتَعْلَمُ يَا رَبِّ ضَعْفَ الْبَشَرْالعزاء يا شهر رمضان أن لنا ربا رحيما ودودا، يقبل ما كان منا، ويعفو عن زلاتنا، اللهم إنا نسألك في ختام هذا الشهر أن ترحم ضعفنا وأن تجبر كسرنا، وان تعفو عنا، اللهم أن هذه بضاعتنا: بضاعة مزجاة فإنت قبلتا فبرحمتك وأنت أهل لذلك، وإن رددتها في وجوهنا فإلى من نذهب، اللهم عاملنا بفضلك وعفوك.