06 نوفمبر 2025

تسجيل

الاتفاق النووي

15 يوليو 2015

الاتفاق الذي توصلت إليه ايران والقوى الكبرى (الولايات المتحدة والصين وفرنسا وبريطانيا وروسيا والمانيا) حول الملف النووي الايراني امس بعد 21 شهرا من المفاوضات، يكتسب أهمية كبرى، كونه يؤدي الى ايقاف طموحات طهران في الحصول على السلاح النووي من خلال ما يتضمنه من آليات تفتيش ومراقبة مشددة لكل المواقع والمنشآت النووية، كما انه يساهم في الحد من السباق النووي الذي كان متوقعا في المنطقة ردا على النووي الايراني.ومع الترحيب الذي يجده هذا الاتفاق، إلا أن الاوضاع الملتهبة والساخنة في هذه المنطقة تبقى مفتوحة على احتمالات شتى، ذلك ان هذا الاتفاق يشكل ربما مرحلة تاريخية فاصلة في مستقبل ومصائر هذا المنطقة.نعم يشكل هذا الاتفاق الذي يعيد ايران الى التعامل من جديد مع المنظومة الدولية ويرتب لعلاقاتها مع العالم بعد سنوات طويلة من العقوبات والعزلة الدولية، فرصة جديدة لطهران لمراجعة سياساتها الاقليمية والتي كان لها تأثير سالب في المنطقة، حيث تعكس الاوضاع الجارية في اليمن والعراق وسوريا ولبنان صورة واضحة لتلك السياسات.ورغم هذا الاتفاق وما فيه من ضمانات للتأكد من إلتزام طهران بالتخلي عن مساعيها في الحصول على السلاح النووي، إلا ان استمرار سياسات ايران في المنطقة على حالها ستبقى تشكل، ان لم تشهد تعديلا جوهريا، تهديدا للسلم والأمن في المنطقة.وفي ظل الاوضاع الحالية، فانه يقع على عاتق طهران بذل جهد أكبر لإعادة اجواء الثقة لعلاقاتها مع الدول العربية من خلال اجراءات حقيقية على الارض، ذلك ان الكثيرين لا يزالون ينظرون بارتيابللنوايا الايرانية وسياساتها الاقليمية التي يرى البعض انها أججت التوتر في اكثر من منطقة وبلد.ومع ذلك، فان الامال تزداد في أن يؤدي هذا الاتفاق إلى دفع جهود الاستقرار في المنطقة. وفي هذا الصدد، فقد عبر سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية وزير الخارجية في اتصال هاتفي مع سعادة السيد جون كيري وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية امس عن موقف دولة قطر الذي رحب بالاتفاق مع التأكيد على أهمية أن يؤدي إلى تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، وخلوها من أسلحة الدمار الشامل.