01 نوفمبر 2025

تسجيل

ما دار في بيت الحكمة

15 يوليو 2014

في أمسية مسرحية بامتياز تشرفت بحضورها يوم الأربعاء الماضي، جمع المسرح بسعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري وزير الثقافة والفنون والتراث بمقر الوزارة وتحديداً (بيت الحكمة)، وسط جو أسري حميم ضم معظم أفراد الأسرة المسرحية، ممن أقبلوا؛ تلبية للدعوة المُوجهة من قبل سعادته؛ للاحتفال بشهر رمضان الفضيل، ومناقشة الشأن المسرحي والشوط الذي قطعه حتى حينه، شهدت الحلقة التي جمعتنا من حولها فتح الكثير من الملفات، وتسليط الضوء على الكثير من الموضوعات، التي تناولها سعادته بكثير من الحكمة (كما جرت العادة) كمتطلبٍ أساسي؛ لإدارة حوار ناجح ورفيع المستوى مع الشخصيات المسرحية التي اتفقت على الهدف الذي يجمعها، وإن اختلفت المطالب؛ لتنصب وفي نهاية المطاف في قالب واحد ينادي بتطوير المسرح، وتحسين وضعه للأفضل؛ كي يرتقي ويتطورأكثرشأنه في ذلك شأن المجالات الأخرى المتطورة على أرضنا الحبيبة قطر، وهو ما قد طل من خلال كل الموضوعات التي تم طرحها؛ لمناقشتها، ولكن كان نصيب الأسد منها للموضوع الذي تصدر قائمتها وبكل قوة ألا وهو (زيادة عدد الفرق المسرحية)، الذي شغل أهل المسرح ولازال يفعل؛ لأسباب تبررها تلك الزيادة، تدعمها، وتقف في صفها، وأخرى تناقضها؛ لتقف من أمامها مُكتفية بالموجود في الساحة حالياً كما كان عليه الوضع منذ زمن يدركه الزمن، والحق أن لكل زمرة حقها من تلك الأسباب التي تستند إليها؛ كي تبرر موقفها، ولكني وكما هو الوضع مع الغالبية العظمى فلقد توجهت برأيي إلى زيادة عدد الفرق المسرحية، مُستندة في ذلك الرأي إلى حاجتنا الماسة لتقديم جملة من الأعمال المسرحية الهادفة بصبغة جديدة تقدمها طاقات جديدة تدرك أهمية المسرح ودوره الجلي في تغير الحياة للأفضل وذلك؛ لأن المسرح كالمرآة التي تترجم الحياة للحياة، وتعكس صورتها لنا؛ كي ندرك ما يدور من حولنا، ولربما لم نكن لندركه من قبل؛ بفضل أسباب مختلفة رغم تشعبها إلا أنها قد اتفقت على هدف واحد وهو أخذنا بعيداً عن الحقائق التي يجدر بنا الالتفات إليها؛ لإدراكها ومعالجة ما يستحق المعالجة منها.إن الدور الذي يعلقه المسرح على رقبته؛ ليتباهى به (إن صح التعبير) أكبر بكثير من أن يحمله ويتحمله الموجود في الساحة المسرحية حالياً (مع كامل الاحترام لعطاء الموجود) وذلك؛ لأن تطور الحياة وما يفرضه هذا التطور من هموم مستجدة يتطلب قوة عظيمة لا تتجلى إلا في المسرح القادر على التأثر بمحيطه بامتصاص كل ما فيه؛ ليبث وفي المقابل ذاك التأثر ويُحدث التأثير المُراد، الذي سيسري مفعوله الساحرعلى أكبر قدر ممكن من أفراد المجتمع، ممن سيساهمون فيما بعد وإن كان ذلك على المدى البعيد بتصويب الخطأ، وتصحيح المائل حتى؛ لننعم من بعد ذلك بحياة كريمة تضمن للجميع وبإذن الله حدوث المرجو، وهو ما يمكن بأن يكون من خلال دعم المسرح، وفتح الباب أمام الطاقات الجديدة القادرة على مد المسرح بما يلزمه ويمكن بأن يعود بنفعه عليه وعلى كافة شرائح المجتمع، وهو ما سيكون مع تلك الزيادة المُطالب بها؛ كي يكون لنا ما نريد إن شاء الله. إن ما يميز المسرح (والحديث عن كل الأعمال المسرحية الهادفة ذات القيمة العالية) عن غيره من الوسائل القادرة على التغيير للأفضل أنه يوفر لجمهوره فرجة طيبة مدعومة بتلك الرسالة المطلوب توجيهها، وهي تلك التي تشمل النصيحة، التي تحتاج إلى وعي تام بالكيفية الممكن اعتمادها في سبيل تقديمها تلك النصيحة، التي ومن الممكن بأن تُرفض إن لم تُقدم بالشكل المناسب وفي الوقت المناسب، الذي سيحقق لنا المرجو والمراد بإذن الله تعالى. حقيقة فإن الحديث عن هذا الموضوع وفيه قد يطول، وهو ما قد شعرت به في تلك الأمسية، التي لن يتوقف الحديث عن كل ما دار فيها بسهولة فهو ما يتطلب وقتاً إضافياً؛ كي يأخذ حقه منا، ويأخذ المسرح حقه منا أيضاً؛ لنقدم وفي المقابل ما يستحق بأن يكون ويجدر به بأن يكون؛ لذا فإنه ومن الأجدر بأن يتوقف القلم عند هذا الحد في هذا الشأن، على أمل أن يظل محلقاً بين السطور ودون توقف مع غيره مما يستوجب منه خوضه؛ للتحدث عنه في مرات قادمة وبإذن الله تعالى. كلمة أخيرة أتوجه بخالص شكري وصادق تقديري لسعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري وزير الثقافة والفنون والتراث عن هذه الأمسية الطيبة التي جمعتنا به وقدمت لنا الكثير، وعلى أمل بأن يدوم التواصل؛ كي نحظى بالمزيد مما يمكنه إثراء الحركة المسرحية بشكل سيجعلها في القمة.