16 سبتمبر 2025
تسجيلمازال الحديث موصولا عن الحوارات الخاطئة التي تحدث في البيت المسلم والتي تضخم المشاكل ولا تذللها وتعسر حلها ولا تيسره ومن ذلك: 4 — الحوار في ظروف غير مناسبة. 5 — الموقف الهجومي قلما يأتي بفائدة. 6 — الحوار ساعة الغضب واليوم نتحدث عن عدم الاعتراف بالخطأ 7 — عدم الاعتراف بالخطأ: بعض الأزواج عند الحوار قد تسوقه المعطيات إلى خطأ وقع فيه، فلا يقبل الاعتذار أو الاعتراف بالخطأ مدعيا أنه لا يخطئ أو مستبعدا أن يكون واحد من أهل بيته هو من يصحح له الخطأ، وقد يلجأ ساعتها إلى الاستئثار بالحديث ليملى قراراته منتظرا طاعة عمياء تقبل ولا ترفض وتطيع ولا تعصي، وهذا قد يكون سببه إما العرف الخاطئ أو الكبر أو الاعتداد بالذات أو الغرور، أو احتقار الآخر واستصغاره لرأيه. وهذا خطأ يرفضه الشرع وينكره العرف ولا يقبله منصف يريد ديمومة البيت هادئة طباعه. وهذه الاتجاه له آثاره السلبية العميقة والتي منها: — الطاعة البغيضة أو سماع المكره، فيلتزمون قوله عند وجود ضرره، فإذا انصرف أو أُمن الضرر؛ عصوه عن قناعة بما يفعلونه، وطرحوا كل آرائه وأفكاره حسنة كانت أو قبيحة، ولا تستمر هذه الطاعة كثيرا بل سريعا ما ينتقل هذا الفيروس إلى الآخر لأنه يشعر أن الحق لا يؤخذ إلا بمثل هذه الطرق وساعتها سيحدث ما لا تحمد عقباه. — ثم هناك أمر آخر شديد الخطورة من جرّاء هذا الاستئثار وهو ضمور مستوى التفكير والإبداع عند أهل البيت، فالخطأ يعلم المرء كيف يصيب والتفكير آلة ذلك، فإذا قادت الأمور بعد التفكير إلى العبث فما قيمة التفكير والإبداع إذن. إنه منهج لا يصلح في البيت المسلم فلا يصح أن يكون فيه "ما أريكم إلا ما أرى". لذا أخي الكريم دع أهل بيتك يعبرون عن آرائهم بصراحة وبوضوح في حواراتهم معك، وأحط هذه الصراحة بأسوار من أدب الحديث العف الذي أدبنا به الإسلام، وهذا هو منهج نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم فلقد أثر عنه صلي الله عليه وسلم ترسيخه هذا المبدأ فكان يستشير نساءه لا في الأمور البيتية وفقط بل أحيانا في الأمور السياسية، وإذا رأى قول إحداهن صائبا أخذ به ولا ضير، روى الإمام أحمد أن النبي لما خرج عام الحديبية يريد زيارة البيت اعترضته قريش ومنعته دخول مكة في عامه وانتهى الأمر إلى صلح لم يرض بعض الصحابة فلما أراد الإحلال قال: يا أيها الناس انحروا واحلقوا. فما قام أحد ثم عاد بمثلها فما قام أحد ثم كرر الثالثة وما قام أحد فدخل النبي صلى الله عليه وسلم وقال لأم سلمة زوجه: يا أم سلمة ما شأن الناس؟ فقالت: يا رسول الله قد دخلهم ما قد رأيت فلا تكلمن منهم إنسانا واعمد إلى هديك حيث كان فانحره واحلق فلو قد فعلت ذلك فعل الناس. فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكلم أحدا حتى أتى هديه فنحر ثم حلق فلما رأى المسلمون ذلك قاموا ينحرون ويحلقون. استشار النبي صلى الله عليه وسلم أم سلمة ولما رأى حصافة الرأي أخذ به فما الضير بعد ذلك أن ينزل الزوج على قول زوجه إذا كان الصواب معها؟! لا ريب أن الاعتراف بالخطأ والأخذ بالصواب منهج يَصلح معه البيت ويُصلح أهل البيت.