11 سبتمبر 2025
تسجيلالزخم الإعلامي الإيجابي الذي تناولته وسائل الإعلام العالمية عن وفاة محمد علي كلاي ومسيرته واعتناقه للإسلام ودفاعه عنه، سرعان ما توارى خلف أحداث هجوم أورلاندو في ولاية فلوريدا، والمنفذ عمر صديقي متين، والذي يعتبر الأعنف من نوعه من حيث عدد الضحايا منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001، تقارب أكثر من 100 قتيل وجريح. المرشح الجمهوري دونالد ترامب تراقص أنه كان محقا بشأن موقفه من "الإرهاب الأصولي الإسلامي"، ودعا الرئيس الأميركي، باراك أوباما، للاستقالة من منصبه لعجزه عن حماية الأمريكيين وامتناعه عن استخدام مصطلح "الإرهاب الإسلامي"، وكرر دعوته إلى إغلاق أبواب الولايات المتحدة أمام "الوافدين من سوريا ومناطق العالم التي تحمل هذه الفلسفة المشينة والمروعة". أما المرشحة هيلاري كلينتون، فقد طالبت السعودية والكويت وقطر ودول عربية أخرى بالتوقف عن دعم ما سمّته "المساجد الداعمة للتطرف حول العالم" ! المؤسسات والجمعيات الإسلامية سارعت من جهتها بالتنديد بالحادث، مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية قال إن من يقومون بهذه الأعمال "لا يمثلون 1.7 مليار مسلم يرفضون تطرف الإرهابيين وتفسيرهم للإسلام، وميلهم غير المنطقي للعنف"، الجمعية الإسلامية لوسط فلوريد أشارت في بيانها إلى أنهم يقفون موحدين مع باقي الأمريكيين ضد أي عمل من أعمال العنف التي تهدف إلى بث الخوف وخلق الانقسامات في المجتمع الأمريكي. الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية أدان الاعتداء وأكد أن هذه الجريمة البشعة تتنافى مع كل القيم والمبادئ الأخلاقية والإنسانية، وبين أهمية ضرورة تعاون المجتمع الدولي للقضاء على الحركات الإرهابية ومحاربة الفكر المتطرف لتخليص البشرية من هذه الآفة.المعضلة تكمن في أنه كلما اعتقدنا أننا حققنا بعض النجاح في عزل نفسنا عن التطرف والإرهاب، تعيدنا هذه الحوادث إلى المربع صفر، لنصبح في موقع الدفاع ونفي التهمة، ولكن إلى متى؟!