14 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); يقول تعالى : ( وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون ) (14 ) هنا بيان لأحوال المفسدين المنافقين وتناقض اقوالهم في أثناء المعاملة والمخاطبة حسب تباين المخاطبين ومساق ما صدرت به قصتهم لتحرير مذهبهم والترجمة عن نفاقهم , روى أن عبدالله بن أُبي وأصحابه خرجوا ذات يوم فاستقبلهم نفر من الصحابة فقال ابن أبى : انظروا كيف أرد هؤلاء السفهاء عنكم , فلما دنوا منهم أخذ بيد أبي بكر( رضى الله عنه ) فقال مرحبا بالصديق سيد بني تميم وشيخ الإسلام وثاني رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) في الإسلام الباذل نفسه وماله لرسول الله ثم أخذ بيد عمر ( رضى الله عنه ) فقال مرحبا بسيد بني عدى الفاروق القوي في دينه الباذل نفسه وماله لرسول الله ( صلى الله عليه وسلم )ثم أخذ بيد على( كرم الله وجهه ) فقال مرحبا بابن عم رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وختنه وسيد بني هاشم ما خلا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فنزلت , وقيل قال له على ( رضى الله عنه ) : يا عبدالله اتق الله ولا تنافق فإن المنافقين شر خلق الله , فقال له مهلا يا أبا الحسن أفي تقول هذا والله إن إيماننا كإيمانكم وتصديقنا كتصديقكم ثم افترقوا , فقال ابن أبى لأصحابه : كيف رأيتموني فعلت فإذا رأيتموهم فافعلوا مثل ما فعلت فأثنوا عليه خيرا وقالوا ما نزال بخير ما عشت فينا فرجع المسلمون إلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وأخبروه بذلك فنزلت الآية .( وإذا خلوا إلى شياطينهم ) أي إذا انفردوا بشياطينهم أنهوا إليهم السخرية وشياطينهم أي المماثلون منهم للشيطان في التمرد والعناد ( قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون ) أى في الدين والاعتقاد .( الله يستهزئ بهم ) أى يجازيهم على استهزائهم فيرجع وبال الاستهزاء عليهم فيكون كالمستهزئ بهم أو ينزل بهم الحقارة والهوان الذي هو لازم الاستهزاء أو يعاملهم معاملة المستهزئ بهم , أما في الدنيا فبإجراء أحكام المسلمين عليهم واستدراجهم بالإمهال والزيادة في النعمة على التمادي في الطغيان ,وأما في الآخرة فبما يروى : أنه يفتح لهم باب إلى الجنة فيسرعون نحوه فإذا صاروا إليه سد عليهم الباب وذلك قوله تعالى ( فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون ) وإنما استؤنف للإيذان بأنهم قد بلغوا في المبالغة فى استهزاء المؤمنين إلى غاية ظهرت شناعته عند السامعين وتعاظم ذلك عليهم حتى اضطرهم إلى أن يقولوا ما مصير أمر هؤلاء وما عاقبة حالهم ، وفيه أن الله تعالى هو الذي يتولى أمرهم ولا يحوجهم إلى المعارضة بالمثل ويستهزئ بهم الاستهزاء الأبلغ الذي ليس استهزاؤهم عنده من باب الاستهزاء حيث ينزل بهم من النكال ويحل عليهم من الذل والهوان مالا يوصف ويتجدد ذلك باستمرار كما في قوله عز وجل ( أولا يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين ) وما كانوا خالين في أكثر الأوقات من تهتك أستار وتكشف أسرارونزول في شأنهم واستشعار حذر من ذلك كما أنبأ عنه قوله عز وجل ( يحذر المنافقون أن تنزل عليهم سورة تنبئهم بما في قلوبهم قل استهزئوا إن الله مخرج ما تحذرون ) .( ويمدهم في طغيانهم يعمهون ) أى يزيدهم ويقويهم في طغيانهم والمراد إفراطهم في العتو وغلوهم في الكفر حتى يعمهوا أى التردد والتحير بحيث لا يدرون أين يتوجهون .