14 سبتمبر 2025

تسجيل

إعادة ترتيب العقول

15 يونيو 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); إن المنهجية المطلوبة لبناء فكر إسلامى جديد فاعل تتطلب أولا إعادة ترتيب عقول كل من يهتم بأمر الإسلام من المسلمين. يراعى فيه أولا محو ’الأمية المعرفية‘ المستشرية فى أوساط المثقفين المسلمين وبناء الحس المعرفى الإيجابى وتطوير المقدرة الاستنباطية للرؤى والقدرة التحليلية للمتغيرات والأحداث فى هذا العالم. ثم تستدعي أيضا ترك التعنت السلبي والالتفات إلى نواحي المعرفة الكلية وترك الفصل بين العلوم والاقتناع التام أن كل ضروب العلم ، الطبيعى منها والإنسانى ، هى وجوه مختلفة لعلم واحد ومجال بحث واحد هو فى نهاية امره انعكاس لمفهوم التوحيد على الكون وهذا أمر هام. العلم الذي لا يفُضي إلى معرفة الله والطريق إليه هو علم ناقص والعلم الذي يُضل عن طريق الله هو علم فاسد ، وهذا قد يغيب عن الكثير من المثقفين في العالم الإسلامي اليوم. ومن صفات الثقافة الإنسانية في هذا العصر النزعة إلى التكامل المعرفي والكلية والشمول وهذا تفرضه متطلبات العصر الحالي وواقع التطور التاريخي للعقل وحتمية ترقي مراتب الفكر الإنسانى ويتفق تماماً مع ما ذكرنا عن فرضية اختبار أفكار الغير السابق ذكرها فهى عملية تقدمية أبداً. ويستدعي هذا ضرورة الإلمام بتفاصيل اكثر تنوعا وبتفصيلات أشد تعقيدا لبناء أُطُر كلية أكثر شمولا. كل هذا يستدعي عقولا أشد فراسة وأكثر استعدادا للخوض في الكثير من المجالات الجديدة والمتجددة. وفي هذا الشأن نذكر قولاً معبراً للفيلسوف الوجودي الأمريكي المعاصر "جاسيت أورتيجا :’أن الرجل الذي لا يمتلك القدرة على تصور مفهوم الفيزياء (ليس علم الفيزياء في حد ذاته ولكن الفكرة الحيوية عن العالم الذي أوجدته) ، ومفهوم التاريخ ، وعلوم الأحياء ومناهج الفكر الفلسفي لن يكون رجلا متعلما. إلا إذا كان الله قد حباه بقدرات خارقة. وليس من المتوقع أبداً أن مثل هذا الرجل يمكن أن يكون طبيبا جيدا بما تعنيه الكلمة أو قاضيا جيدا أوخبيرا فنيا جيدا‘صار الآن اللجوء إلى دراسة الأشكال الكلية وتغير نماذجها تحت ظروف مختلفة ومعطيات متجددة هي الوسيلة حاليا لدراسة ظواهر الطبيعة والحياة. وقد تبلورت ورسخت منذ الربع الأخير من القرن الماضى علوم جديدة في مجالي الرياضيات والفيزياء في هذا الصدد وبالذات "نظرية ’الهيولي‘ أو ’العماء‘ و"الهندسة ’الكسرية وكلها توضح بمنطق الرياضيات أهمية تلك ’النظرة الكلية للمتغيرات الدقيقة والتي تتجلى عبرها فكرة ومفهوم ومركزية حقيقة التوحيد في فهم علوم الكون والحياة. هذا يُبيِّن مدى أهمية نتاج وأثر العلوم (الحديثة بالذات) بالنسبة للمفكر المسلم في ترسيخ وتشكيل عطائه في الحضارة القادمة.