12 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); إن موضع النبي صلى الله عليه وسلم بين أصحابه كان عظيماً، وقد بلغوا في تعظيمه منزلة لم يبلغها أحد من قومه أو صحبه، غير أن النبي الملهم ولتواضعه الجم لم يكن ليسمح لهم بإطرائه. لقد كان التواضع أصيلا في نفسه صلى الله عليه وسلم، وهو دمه الذي يسير في عروقه فيحيا به ولم يكن زيفا يلبسه ليشتري به عرضا من الدنيا، ولم يكن شيئا يدعيه أو يأطر نفسه عليه أطرا. لقد كان يجلس بين أصحابه فيجيء الغريب فلا يدري أيُّهم هو، حتى يسأل، فلم يكن له كرسي عال، أو لبس مميز عن غيره، أو حاجب على بابه.قال له رجل: "يا محمَّد، أيا سيِّدنا وابن سيِّدنا، وخيرنا وابن خيرنا" ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أيُّها النَّاس، عليكم بتقواكم، ولا يستهوينَّكم الشَّيطان، أنا محمَّد بن عبدالله، أنا عبد الله ورسوله، ما أحبُّ أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلنيها الله"، وقد صدق الرجل وقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.يدخل عليه رجل عابر امتلأ قلبه بحبه، فتمكنت منه رهبة لقياه وتسارع نبض قلبه إلى أن رجفت رجلاه فيبتسم له النبي وهو يقول: "هون عليك فإني لست بملك إنما انا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد".وحين يدخل مكة فاتحا لها عائدا إلى أرضه الأولى ووطن ذكرياته بعد معاناة طويلة وصراع كبير، يدخل النبي منتصرا على رأس جماعة عظيمة ضخمة وهو فاتح لكنه يدخل مطأطئ الرأس يضرب ذقنه في صدره من شدة تواضعه وامتنانه لله.