11 سبتمبر 2025

تسجيل

الحصاد ليس مهماً

13 يونيو 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); تنهار السماوات، وتتبدل الأرض، وتتغير معالم الحياة حين تقوم الساعة، وقد أخبرنا النبي -صلى الله عليه وسلم- عن أهوال يتفطر لها قلب المؤمن الحي وهو يصف لنا البحار التي تسجر والسماء التي تتشقق والأهوال تحيط بالأحياء من كل مكان، وقد وقف طويلا على منبره يحكي للناس أهوال ذلك اليوم العظيم، ثم نجد النبي الملهم -صلى الله عليه وسلم- يفاجئنا حين يخبرنا بهذا الخبر: "إِنْ قَامَتِ السَّاعَةُ وَفِي يَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ، فَإِنِ اسْتَطَاعَ أَلا تَقُومَ حَتَّى يَغْرِسَهَا فَلْيَغْرِسْهَا". يا ترى ما الذي يشغل من كان منا حيا قبيل تلك الساعة؟ ماذا يصنع وهو يرى الجبال تمر مر السحاب والسماء تتشقق؟ يفكر بالهرب؟ يبكي وهو خائف، يدعو ربه النجاة، تخيل معي، قامت القيامة، ومن بين كل من قامت عليهم رجل ما في يده حياة لن تعيش طويلا، في يده فسيلة، لم يوجهه النبي -صلى الله عليه وسلم- برمي ما في يديه والتوجه للصلاة أو الذكر، بل أمره أن يغرس الحياة في الأرض وإن مارت وتبدلت.لقد علمنا النبي في حياته الممتلئة بالعطاء أن العمل الطيب هو المهم، وليست نتيجته وأثره، وكثيرا ما كان يوجهنا -عليه الصلاة والسلام- لفعل الخير دون انتظار ثمرته والأجر عليه وهي دعوة للانغماس في الحياة والعيش فيها بطولها وعرضها والاستمرار في العطاء والبناء حتى اللحظة الأخيرة.يعلمنا النبي بهذا التوجيه ألا نكون أنانيين وأن حياتنا في الدنيا القصيرة هذه لها معنى أكبر منا ومن شهواتنا الفانية، إن هذا درس كبير من النبي الذي جاء ليبني الحياة ويغرس الأمل دون أن تقف في وجهه عثرة الظروف والإمكانات.خذوها مني: لو قام كل واحد منا بدوره دون أن يتلفت للمثبطات لأظلتنا أشجار التنمية والإنجاز في كل مكان.