12 سبتمبر 2025
تسجيلالشجاعة والفداء للأسف الشديد لا تُباع ولا تُشترى ولا توهب وإنما تنبع من داخل الإنسان وخاصةً عندما تزداد وتيرة الظلم عليه ويأخذ منه أعز ما يملك وطنه أرض الآباء والاجداد ويُمنع من العيش فيه بصورة طبيعية أو حتى شبه طبيعية بسلام كباقي شعوب الأرض آمن في سربه لا يتهدده الخطر في كل مكان ولا تتقاذفه أمواج الغربة من مكان إلى آخر. ولو كان ترياق الشجاعة يُباع ويُعلب ويصدر للجبناء من الذين خيم عليهم صمت القبور لكان لهؤلاء الذين يعيشون في أكناف بيت المقدس الصدارة في امتلاك هذه الثروة النادرة والسلعة التي ليس لها مثيل حتى لو كلف امتلاك هذه الثروة بأثمان باهظة، فالحروب والقتل والخراب والدمار والتي جُربت منذ يوم بدء الخليقة إلى يومنا هذا لم تجلب سلاما لأحد مهما بلغ من قوة وجبروت ولكن جلبت المآسي والأحزان وأفسدت حياة الناس ونَمّت الأحقاد والكراهية ودفع البشر بسببها أثمانا باهظة وفاتورة عالية التكلفة، فللأسف الشديد دائما ما يجرب البشر النزاعات والحروب التي تتكرر بصورة دائمة والتي لا تَفضي لشيء جيد قط وإنما كل المساوئ فيها! ولكن لو جربوا السلام والتعايش المشترك والاحترام المتبادل كل له دولته يحيا ويموت فيها وله عاصمة يفتخر فيها لـ وفروا على أنفسهم وغيرهم الكثير، ف الأطماع الاستعمارية داء عضال كم دفعت الشعوب بسببها أثمانا كبيرة لا تُقدر وكان للعالم العربي من ذلك نصيب الأسد كما هو معلوم، فبعض الحمقى من الحكومات تُقدم على أفعال غير محسوبة العواقب وبعد أن تتورط وتكتوي بنارها وترتفع فاتورة الخسائر لديها البشرية والمادية حتى السياسية تذهب تبحث عن الوساطات وعن حفظ ماء الوجه، فبالله عليكم ما هذا الغباء ما كان من الأساس التعقل في اتخاذ مثل هذه القرارات غير المسؤولة وتوفير الكثير والبحث عن السلام الذي لا يُكلف سوى التخلي عن الأطماع التي لن تجلب لهم أي سلام فلقد تغيرت المعادلة وفرض الواقع الذي حصل في المواجهة الأخيرة عنوانا آخر لها لم يكن في الحسبان...؟