14 ديسمبر 2025

تسجيل

مع نفسك

15 مايو 2012

الخوف.. حكاية مربكة تسكن الروح.. تعشش بين الأضلع الضعيفة الهشة.. تدركها الأنثى بشكل خاص ويفهمها الرجل بشكل مؤلم.. حكاية متلبسة بقصص حزينة.. غاضبة.. مكبوتة.. لا أطراف لها ولا مخارج.. مكدسة حتى النهاية.. في صباح الأمس تقلدت نياشين الشجاعة وعزمت على المضي في طريقي.. طريقي الذي أجهل مصيره ولكني أرى بداياته.. تعرجاته.. تشققاته.. أرى أقدامي تسبقني لأنها تعرف أنها قادرة على التجاوز.. وأني سأتبعها.. في هذا اليوم وبعد عاصفة من الهواجس والأفكار وصراعات مرهقة مع الذات اتفقت مع نفسي على أن الحياة قصيرة وأن الغيب آت بما يحمل وبما قدره الله.. وعلي أن أكون مؤمنة وآمنة.. وهذا هو ما أستحق قبلت أم أبيت.. فلا شيء سيكون مختلفا كثيراً عن ما مضى سوى أنني كبرت أكثر وفهمت أو أدركت معنى الخوف وقررت تخطيه.. في نهار الأمس خرجت إلى دائرتي اليومية وأنا أحمل ابتسامة أمي الصباحية المختلطة برائحة قهوتها ودعواتها بأن أكون بخير وسالمة.. متأملة أن أكون بخير كما تحب لي.. فتوقفت لأحمل مع قناعتي الجديدة الحب الأجمل.. لأنه أثمن ما أملك وأفضل ما لدى.. لو تأملنا أمهاتنا أخواتنا أهلنا واصحابنا لاكتشفنا أن القيمة الحقيقية هم من حولنا وليس ما في أيدينا من مادة أو منصب أو تزييف دنيوي سخيف.. تمضي الأيام وتسرع الخطوط لتسكن وجوهنا ولكن ما طعمها ونحن لا نشعر بمن يحبوننا دون مقابل.. يحبوننا لأننا البسطاء.. الضعفاء.. العاديون.. لا يروننا كمطمع وهدف ووسيلة، يروننا دائماً بكل حالاتنا، يعرفون تفاصيلنا، يكشفون حقيقتنا.. ومع هذا هم معنا وبكل الحب الصامت.. محزن أن لا تلتفت إلى ما هو صادق في حياتك.. لتبحث عنه في مكان آخر قد لا يناسبك.. ولا يليق بك.. مؤلم أن تتجاهلهم ولا تستيقظ إلا بعد أن تخسرهم أو تفقدهم.. قبل أن أغلق نافذة هذا الصباح.. أحياناً تحتاج إلى لحظات تتنفس فيها الحياة مرة أخرى، ولكنك تحتاج أكثر إلى لحظات أخرى تفهم فيها الحياة وتقيّم فيها نفسك وما لديك.. ولكن من منا يدركها دون أن يقع في فخ نفسه!!