13 سبتمبر 2025

تسجيل

فوائد العدل في المعمل الدعوي

15 مايو 2012

العدل كما مرّ مبدأ إسلامي أصيل، ومنهج دعوي في التعامل الدعوي مع الناس، ذلك أن قيمة العدل في الإسلام شرعية، وهو في ذات الوقت قيمة إنسانية حضارية يدّعيها مَن يؤمن بها ويتبناها وكذلك مَن لم يعتمدها كمنهج يدّعيها كنظرية مثالية، فالعدل بصفته منطلق أصيل وخلق جميل، وله فوائده في العمل الدعوي ومن ذلك: 1 — الثقة في المدعو إليه (الدين) والإيمان الوثيق به فهو دين رباني لا يحابي أتباعه على حساب الحق، والداعية المبلغ عن الله عز وجل إذا ما التزم دعوياً بذلك؛ تحقَّق له اتباعه لدينه والتزامه بأمره وتحقَّق كذلك نجاح في دعوته، فالعدل سينعكس على الداعية في الثقة في المدعو إليه، والإيمان الوثيق بأنه دين رباني لا يحابي أتباعه ولا يجور على مَن خالفه، فإذا أحسن الداعية إظهار حقيقة العدل في الإسلام، مبينا أنه ميزان الله على الأرض، به يُؤْخَذُ للضعيف حَقُّه، ويُنْصَفُ للمظلوم ممَن ظلمه، ويُمَكَّن صاحب الحقِّ من الوصول إلى حَقِّه من أقرب الطرق وأيسرها. 2 — كسب ثقة المدعو - مسلماً كان أو غير مسلم - في الداعية، وهذا في حدِّ ذاته يعد نجاحاً في العمليلة الدعوية، ولا يخفى أن تعامُل الداعية بالعدل مع غير المسلم قد أدى بالبعض إلي الدخول في الإسلام، أشار إلى ذلك المؤرخ البريطاني: توماس ارنولد مبينا أن العدل كان أحد العوامل القوية التي جذبت الناس بقوّة نحو الإسلام. ويقول ليوبولد فايس: "إن دفع الظلم عن الناس وإقامة معالم العدل في الأرض هي الغاية النهائية التي تستهدفها رسالة الإسلام الاجتماعية. وعلى هذا المثل الأعلى للعدالة - مع المسلمين وغير المسلمين على حدّ سواء - يتوقف قيام الدولة الإسلامية وسقوطها، هذه الدولة التي ليست هي في الحقيقة سوى الجهاز السياسي لتحقيق هذا المثل الأعلى، " وهذا ما دعى الأديب الألماني غوته أن يقول: "إذا كان هذا هو الإسلام، أفلا نكون جميعاً مسلمين". وهناك العديد من الشهادات التي تتبعها الدكتور عمارة ليؤكّد أن العدل يدفع الخصوم إلى التعامل بمثله أو الحيادية وهو مع كونه أصلا في التعامل مع الأغيار إلا أنه في ذات الوقت يعدّ وسيلة دعوية بارزة، وغيابه يعد مخالفة شرعية وسقطة دعوية لأن الخلل لا يتطرّق إلى الداعية فقط، بل يتطرّق النقد إلى المدعو إليه، فبعض المخالفين لا يفرقون عند الخطأ بين الداعية والمدعو إليه.