21 سبتمبر 2025
تسجيلالتأييد الدولي الواسع للضربات العسكرية التي وجهتها كل من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا إلى مواقع وأهداف عسكرية محددة في سوريا، يأتي تعبيراً عن مشاعر الضمير الإنساني العالمي الذي ظل يهتز للأفعال الإجرامية للنظام السوري ضد شعبه، والتي كان آخرها استخدام نظام الأسد لأسلحة كيماوية محرمة دولياً ضد سكان بلدة دوما في الغوطة الشرقية يوم السبت الماضي، وما أسفر عنه من مقتل وإصابة العشرات من المدنيين. لقد ظل النظام السوري، يتمادى في ارتكاب أبشع الانتهاكات وجرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية في مواجهة شعبه، وبكل أنواع الأسلحة، بما فيها تلك المحرمة دولياً، دون اكتراث بالنتائج الإنسانية والقانونية المترتبة على تلك الجرائم، مستغلا الانقسام والعجز في مجلس الأمن الدولي. إن الضربات العسكرية التي جرى توجيهها أمس للنظام السوري، ينبغي أن تتبعها خطوات أخرى ضرورية من المجتمع الدولي بأسره، أولها اتخاذ إجراءات فورية لحماية الشعب السوري وتجريد النظام من الأسلحة المحرمة دولياً، ثم الاضطلاع بمعاقبة مستخدمي الأسلحة الكيماوية وتقديم مرتكبي جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في سوريا للعدالة الدولية. الرسالة التي ينبغي أن يوجهها المجتمع الدولي، بعد هذه الضربات العسكرية، ينبغي أن تكون موحدة وواضحة، وهي الضغط باتجاه التوصل إلى حل سياسي سريع للأزمة السورية، على أساس بيان جنيف لعام 2012 وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وبما يلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري الشقيق في الأمن والاستقرار والحفاظ على وحدة سوريا الوطنية.