13 سبتمبر 2025

تسجيل

الاستقرار والاتفاق النووي!

15 أبريل 2015

هل هناك ملامح انقلاب في استراتيجية السياسة الأمريكية نحو منطقة الشرق الأوسط، التي مارستها خلال العقود الماضية، وخصوصاً في طبيعة العلاقة مع نظام الملالي في طهران؟ في مفاوضات إيران النووية مع مجموعة «5+1» في لوزان، كان توصيف وزير الخارجية الإيراني للاتفاق مغايراً تماماً لتوصيف الرئيس الأمريكي ووزير خارجيته. أوباما أشار إلى أن واشنطن على الرغم من الاتفاق ستظل ملتزمة «بأمن حلفائها»، وابتداء - بطبيعة الحال - مع إسرائيل، كما طمأن دول مجلس التعاون الخليجي إلى استمرار التزام واشنطن «بأمنها»، على مبدأ أيزنهاور الملتزم بحماية المنطقة وتدفق النفط.ورغم دعوة أوباما لزعماء دول الخليج لاجتماع في كامب ديفيد الربيع الجاري، لبحث مسائل الأمن في الشرق الأوسط وطمأنتهم بشأن الاتفاق النووي مع طهران، فإن هناك مخاوف خليجية تشير إلى أن ما يجري بين الأمريكييّن والإيرانييّن أبعد من اتفاق نووي، وإنه يتمحور حول تشكل حزمة متكاملة، تتناول المصالح الأمنيّة، والسياسيّة، والاقتصاديّة، والنفطيّة، وتشمل تفاهمات تقر بالدور الإيراني وسيطرته على عواصم عربية في العراق، وسوريا، ولبنان، واليمن، ووضع الهلال الشيعي في مواجهة الهلال السني. هناك اعتقاد أن إيران تمددت في العالم العربي في ظل العقوبات الدولية، فكيف سيكون الوضع بعد الاتفاق غير المزيد من القلق السياسي والأمني في المنطقة ، ولعل تصريح مستشار الرئيس روحاني، عندما قال مؤخراً «إن بغداد عاصمة الإمبراطورية الفارسية»، له دلالاته العدائية. في المقابل أشار الأمير تركي الفيصل، الرئيس السابق للمخابرات السعودية، والسفير السابق لدى لندن وواشنطن، إلى أن السماح لإيران بامتلاك القدرة النووية سيفتح الباب على مصراعيه لسباق تسلح نووي في المنطقة، فالمملكة سبق أن أعلنتها صريحة أنها لن تقف مكتوفة الأيدي أمام امتلاك إيران للسلاح النووي! الهواجس لم تتراجع بعد توقيع الاتفاقية بل تفاقمت، وهناك مسافة كبيرة تفصلنا عن الوصول إلى استقرار وتنمية في هذه المنطقة المضطربة، والمقلق أن تزداد الصراعات والحروب الأهلية والألغام السياسية والتذبذب في أسعار تصدير النفط المختلطة بالدماء؟ّ!