13 سبتمبر 2025

تسجيل

وقال كلمته الأخيرة: المجد لأوكرانيا

15 مارس 2023

تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي في الفترة الماضية صورة الجندي الاوكراني الشاب الأسير الذي كان مختبئا في حفرة ضحلة بإحدى الغابات وأعدمته القوات الروسية بالسلاح الآلي بالرصاص. أثار نشر الفيديو ضجة واسعة، إعدامه بهذه الصورة البشعة وهو أعزل واستياء وغضب عام لدى الأوكرانيين والمجتمع الدولي خاصة ان ذلك منافٍ لمعاهدات جنيف الدولية المتعلقة بمعاملة أسرى الحرب. وتصدر هاشتاق المواقع الأوكرانية بعد أن قال كلمته الأخيرة. تذكرت كلمة نيلسون مناديلا وهو يقول: تعلمت أن الشجاعة ليست غياب الخوف، ولكن الانتصار عليه. واجههم وكان ضعفه قوة وصار هو البطل الشامخ بالرغم من أن الهدف هو إشاعة الخوف والضعف في الجيش الاوكراني وتحول الى بطل وطني لبلاده وأيقونة شجاعة. على الرغم من أن هذا الجندي كان يعرف نهايته هذه لامحالة، ولكن فضل الأوكراني تيموثي شادورا ذو الأربعين عاما الموت بكرامة، واجههم بنظره الثاقب، هادئا واثقا وهو ينفث دخان سيجارته وبصورة تصيح عاليا لست خائفا منكم. وزاد غضب الجنود عندما قال كلماته الأخيرة « المجد لأوكرانيا» لم يتوسل الجنود الروس عندما حاصروه وهو أعزل، بل واجههم هادئا واثقا وتفوه بكلمات زادت حنقهم، فأردوه قتيلا بوابل من الرصاص. قد يكون السبب الذي أثار حفيظتهم شجاعته وعدم خوفه وفي هذا السياق تشير شقيقته انه لم يخف في حياته قط. بالتأكيد هناك الكثير من قصص البطولة والشجاعة التي سمعنا عنها وشاهدناها في مختلف الأزمان وفي البلاد التي تتعرض للحروب والاضطهاد. هذا يلخص قصته ودفاعه عن وطنه ويعطي درسا لجميع أبناء وطنه بالشجاعة والانتصار لأوطانهم، حتى لو كان الثمن أرواحهم. جدير بالذكر عمر المختار كان آخر ما تلفظ به شيخ المجاهدين. بعد أن حكم عليه بالإعدام شنقا « نحن لن نستسلم ننتصر أو نموت». وغرد الرئيس الاوكراني بصورة الجندي وقال بما معناه أنه سينتقم له. وجهت قناة CNN السؤال للرئيس الاوكراني زيلنسكي كيف تريد أن يتذكرك الناس رد عليهم قائلا: انسان أحب الحياة وعائلته ووطنه. والسؤال لك كيف تريد ان يذكرك الناس؟ وبماذا سيشهد لك الناس عند موتك؟ هل تفضل كريما شجاعا أمينا خلوقا أم أن تكون بخيلا خائنا وغدارا.. إنها دروس بشرية لا تنتهي ودروس التاريخ التي تتعلم منها البشرية كل يوم شيئا جديدا، ونحن عندما نذكر هذه القصة تحديدا ليس لأننا نقف بجانب طرف ضد طرف آخر على سبيل المثال، وليس لأننا نناصر هذا ضد ذاك، ولكن لأن القصة موحية ومحملة بالعبر بغض النظر عن انتماء الأشخاص فيها. ولا شك أننا نملك الكثير من تلك القصص في تاريخنا القديم وأيضا في التاريخ المعاصر، ولكننا نريد أن نقول إن البطولة لا تموت، وأن القيم الحقيقية للإنسان تستحق أن تخلد في تاريخ الانسان على صعيد الأدب وغيرها من وسائل الكتابة والفنون. ان الشجاعة بالتمسك بالمبادئ والدفاع عن الحق والذود عن الأوطان هو أمر بديهي مسلم به في كل البلدان والثقافات وعلى مر الأزمان. لذلك نردد دائما أن المجد للشجاعة والمجد للحرية والمجد للنضال، وأخيرا المجد لأولئك الذين يقاتلون من أجل مبادئهم في كل زمان ومكان...كل هذا بيني وبينكم.