19 سبتمبر 2025
تسجيللعلك لا زلت تتذكر مغامرات الطفولة في «الفريج»، كلعب الكرة مع أصدقائك، أو صعود جبل الرمل المعد لأعمال البناء، أو مغامراتكم عند أشجار «اللوز» و «الكنار»، أو غيرها من الأنشطة التي كنت تمارسها خصوصاً عندما يكون الطقس معتدلاً ومناسباً للخروج. بغض النظر عن طريقة ومكان طفولتك، فبالتأكيد كانت -في معظمها- مليئة باللحظات والأوقات السعيدة. والتي قلّت مع تقدمنا بالعمر. حاول الدكتور كليف أرنال بجامعة كارديف، دراسة أسعد لحظة عند البشر، ووجد بأن هناك عدة عوامل تساعد في زيادة السعادة في تلك اللحظة، حتى خرج بمعادلة رياضية لأسعد لحظة عند البشر وهي (O + (N x S) + Cpm/T + He). وحرف O هنا يرمز للنشاط الخارجي التي يضاف إليها الطبيعة N مضروبة في التواصل الاجتماعي S يضاف إليها ذكريات الطفولة Cpm التي تقسم على درجة الحرارة T ثم يضاف إليها درجة الحماس للحظة نفسها He. بمعنى أن أسعد لحظة -بحسب المعادلة التي وضعها الدكتور كليف- عندما تذهب لمكان خارجي في الطبيعة ويكون الجو معتدلاً، وبرفقه أشخاص تحبهم، وتستعيد ذكريات طفولتك في المكان، وكنت تخطط لذلك ومتحمسا للوصول للمكان؛ فستكون في قمة سعادتك. بالتأكيد ستكون هذه اللحظة سعيدة بالنسبة لك، وأجزم بأنك لن تستطيع حبس دموعك وأنت تستعيد ذكرياتك في ذلك المكان، وتشاركها مع أبنائك مثلاً، حتى وإن اختلفنا بأنها ستكون «الأسعد» أم لا. وهذا مما يبين أهمية ذكريات الطفولة الشقية خارج المنزل. ولكني أتساءل عما إذا كانت مثل هذه الذكريات ستمتد للجيل القادم الذي أصبحنا نمنعهم من الخروج بحجة حمايتهم، وتغيرت طريقة حياتهم لتصبح بين الجدران وفي العالم الافتراضي. فهل ستتغير المعادلة، أم علينا مساعدتهم وتهيئة البيئة المناسبة لصنع هذه الذكريات؟