15 سبتمبر 2025
تسجيلعندما كان الأمريكي براندون كوك، والذي يعيش في قرية صغيرة بولاية نيوهامشير، يزور جدته المريضة بالسرطان في المستشفى، اشتكت له جدته من سوء الشوربة التي يقدمها المستشفى، وأخبرته بأنها تشتهي تناول الشوربة التي يقدمها أحد المطاعم الشهيرة. اتصل براندون بأقرب فرع للمطعم ليطلب الشوربة، ولكن الموظفة أخبرته بأن المطعم لا يقدم هذه الشوربة إلا يوم الجمعة فقط. فطلب أن يتحدث مع مديرة الفرع، وشرح لها وضع جدته وطلب منها مساعدته في إحضار الشوربة لجدته. وافقت المديرة وأبدت استعدادها للمساعدة، وبالفعل تم تحضير الشوربة، وقامت المديرة بوضع علبة بسكويت مع الشوربة كهدية للجدة من موظفي المطعم. فرحت الجدة كثيراً بذلك، ومن فرط سعادتها نشرت الخبر بين أصدقائها، ووصلت القصة لوسائل التواصل الاجتماعي، فحصد المطعم شهرة وزيادة في المبيعات لم يكن ليحصل عليها بدون حملة تسويقية قد تكلفه الملايين، ولكن مجرد مبادرة صغيرة - بكسر لوائح وقوانين المطعم - رسمت للشركة صورة ذهنية إيجابية عند الجمهور لم تستطع شركات أخرى تحقيقها في سنوات من الحملات التسويقية. كان يمكن للمديرة أن ترفض الطلب وتخبره بالقدوم يوم الجمعة، لأن هذه هي سياسة المطعم منذ سنوات. أو كان يمكنها استغلال الموقف وطلب سعر مضاعف للشوربة مقابل تحضيرها في غير اليوم المخصص. فالدهاء والتذاكي بالالتزام باللوائح، قد يحقق بعض الأهداف الآنية. ولذلك تغفل الكثير من الشركات والمؤسسات من أن خدمة الناس بإنسانية أهم بكثير من الربح المالي المباشر، أو إنجاز العمل بحسب اللوائح. ففي بعض الأحيان عليهم كسر اللوائح من أجل تحقيق مصلحة وفائدة أكبر للناس. وهذا يحتاج لعقل مستنير يستطيع أن يرى الهدف الأسمى الذي تحاول هذه الشركات والمؤسسات تحقيقه، وقلب كبير يستطيع أن يستشعر حاجات الناس.