نجاحات في مواجهة كورونا

بدأت أمس أولى خطوات مراحل التعافي في قطر من فيروس كورونا (كوفيد-19)، بعد إعلان وزارة الصحة العامة عن شفاء 4 حالات من المرضى المصابين بالفيروس بعد تلقيهم العلاج في مركز الأمراض الانتقالية وثبوت خلوهم التام من الفيروس إثر الفحوصات المخبرية التي جرت لهم، وتأكيدها على أن الفترة المقبلة ستشهد الإعلان تباعا عن شفاء المزيد من الحالات الأخرى التي بدأت تتماثل للشفاء. ولعل مما يزيد الاطمئنان، هو تبشير مسؤولي وزارة الصحة بأن مرضى كورونا في مركز الأمراض الانتقالية والمستشفيات الأخرى يتمتعون جميعهم بصحة جيدة جدا وأن فحصهم ومتابعة حالتهم الصحية تتم باستمرار سواء كانت لديهم أعراض للمرض من عدمه أو يحتاجون للعلاج. وسبق تعافي الحالات المصابة المعلنة أمس، خروج الدفعة الأولى من الذين كانوا يخضعون للحجر الصحي، وتضم 121 شخصا. ويعود الفضل في هذه النتائج المطمئنة، بعد الله، إلى ما تتمتع به قطر من منظومة رصد قوية للحالات المصابة بالفيروس، مما ساعد في اكتشاف الكثير من الحالات (ما يزيد على 90%) قبل ظهور الأعراض عليها، بجانب الإجراءات الاحترازية التي اتخذت فور انتشار حالات الإصابة في الصين وكوريا وإيران، واهتمام القطاع الصحي بتوفير كافة متطلبات العلاج اللازمة والوقاية اللازمة للمجتمع من الجهود الكبيرة التي تقوم بها الفرق الطبية، فضلا عن تكثيف حملات التوعية، والتنسيق المستمر بين كافة الجهات والمؤسسات في الدولة بهدف تقليل انتقال العدوى بفيروس كورونا بكل الوسائل المتاحة. إن نهج الشفافية، والأداء الاحترافي لمؤسسات الدولة والجدية البالغة في التعامل مع فيروس كورونا، أظهر قدرة قطر على التصدي للأزمات، وتجنيب المجتمع مخاطرها، في إطار حرصها على سلامة كل أفراد المجتمع.